للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي القرآن الكريم إشارات إلى أنواع من الشرك كان عليه الجاهليون، وفيه تعريف لمعنى الشرك، فالشرك في قوله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} ١ عبادة الأصنام المصنوعة من الحجارة أو الخشب أو المعادن، أي مما لا روح له وقابل للكسر٢. وفي بعض الآيات أن من أنواع الشرك القول بأن الجن هم شركاء لله٣. ومن أنواعه أيضًا القول بأن الملائكة هم شركاء لله وبناته٤. وفي آيات أخرى أن من الشرك اتخاذ آلهة أخرى مع الله٥. والآلهة هنا شيء عام. فيه تأليه الكواكب وعبادة الأشياء غير المنظورة، أي غير المادية وعبادة الأصنام.

وفي القرآن الكريم جواب على فلسفة القوم وتعليلهم لعبادة الأصنام واتخاذهم "أولياء" من دون الله؛ إذ يقولون جوابًا عن الاعتراض الموجه إليهم في عبادة غير الله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} ٦ ويتبين من هذه الآية ومن آيات أخرى أن فريقًا من العرب كانوا يعتقدون بوجود الله، وأنه هو الذي خلق الخلق، وأن له السيطرة على تصرفات عباده وحركاتهم، ولكنهم عبدوا الأصنام وغيرها، واتخذوا الأولياء والشفعاء لتقربهم إلى الله زلفى٧.

وفي كتاب الله مصطلحات لها علاقة بعبادة الشرك، منها "شركاء" جمع "شريك" وهو من اتخذه المشركون شريكًا مع الله٨. و"أنداد" {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} ٩ {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} ١٠. و"أولياء".


١ الأعراف، الآية ١٩١ وما بعدها، يونس، الآية ١٨٩.
٢ تفسير الجلالين "١/ ١٣٩" "طبعة المطبعة المليجية.
٣ الأنعام، الآية ١٠٠، الجلالين "١/ ١١٦".
٤ سبأ، الآية ٤٠ وما بعدها.
٥ الأنبياء، الآية ٢٤.
٦ الزمر، الآية ٣، الجلالين "٢/ ١٣٣".
٧ الزمر، الآية ٣، الأنعام، الآية ١٤٨، النحل، الآية ٣٥.
٨ الأنعام، الآية ١٠٠، راجع "فتح الرحمن لطالب آيات القرآن" "ص٢٣٨".
حيث تجد المواضع الواردة في القرآن الكريم.
٩ البقرة، الآية ١٦٥
١٠ إبراهيم، الآية ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>