للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتوهموا أن ذلك الملائكة: وتصارخوا، وصاح: من صرف بصره ودخل بيته فهو آمن! فأصبح القوم وقد أطبقوا على نصرته والدفع عنه: فهو قوله:

ببيضة قارور وراية شادن ... وتوصيل مقصوص من الطير جادف١

ونسب بعض أهل الأخبار "مسيلمة" على هذا النحو: "مسيلمة بن ثُمامة بن كبير بن حبيب بن الحارث بن عبد الحارث بن هفان بن ذهل بن الدول بن حنيفة"٢ و"مسيلمة الكذاب بن حبيب" ثمامة بن كبير، وجعله بعضهم "مسيلمة بن حبيب" وجعلوا كنيته "أبا ثمامة" وقيل "أبا هارون" و"أبو ثمالة"٣ وذكروا أنه كان يسمى بـ"الرحمن" قبل مولد "عبد الله" والد رسول الله، "وكانت قريش حين سمعت: بسم الله الرحمن الرحيم، قال قائلهم: دق فوك، إنما تذكر مسيلمة رحمان اليمامة"٤. وذكروا أنه دعا إلى الرحمن، أي إلى عبادة الرحمن. بينما عرف نفسه بـ"الرحمن"، فقيل له: "رحمان اليمامة"٥. وأنه دعا إلى عبادته هذه قبل النبوة، وقد عرف أمره بمكة، فلما نزل الوحي على الرسول، قال أهل مكة إنما أخذ علمه من "رحمان" اليمامة٦.

وقالوا له: "إنا قد بلغنا أنك إنما يعلمك رجل باليمامة يقال له الرحمن، ولن نؤمن به أبدًا" "فأنزل الله سبحانه: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي} . كان مسيلمة بن حبيب الحنفين ثم أحد بني الدول قد تسمى بالرحمن في الجاهلية، وكان من المعمرين. ذكر وثيمة بن موسى أن مسيلمة تسمى بالرحمن قبل أن يولد عبد الله أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم"٧.

قال "الواحدي" في أسباب نزول الآية: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ


١ الحيوان "٤/ ٣٧١ وما بعدها" المعارف "٤٠٥".
٢ الروض الأنف "٢/ ٣٤٠"، "وفد بني حنيفة"، امتاع الأسماع "١/ ٥٠٦".
البلاذري، فتوح "٩٧"، "اليمامة"
٣ الاشتقاق "٢٠٩" البلاذري: فتوح "١٠٠".
٤ الروض الأنف "٢/ ٣٤٠"، اليعقوبي "١/ ١٢٠".
٥ Shorter Ency, p. ٤١٦.
٦ Shorter Ency, p. ٤١٦
٧ الروض الأنف "١/ ٢٠٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>