للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَولا اِتقاءُ اللَهِ وَالعَهدُ قَد رَأى ... مَنِيَّتَهُ مِنّي أَبوكِ اللَيالِيا١

فلولا اتقاء شأس الله، لفتك بخصمه، وجعله من الهالكين. وفي بعضه اعتراف بأن هذه الأرض الواسعة هي "بلاد الله"، أينما حللت فيها فهي أرضه وبلاده٢. وهذه نظرة مهمة جدًّا عن رأي الجاهليين في الله وفي الأرض، إن صح أن هذا الشعر الوارد فيه حقًّا من شعر أهل الجاهلية.

و"الله" كما جاء في شعر زهير بن أبي سُلمى، عالم بكل شيء، عارف بالخفايا وبالأسرار، وبما ظهر من الأعمال وما بطن١.

فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم ... لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَم٣

وهو عدو للأشقياء شديد عليهم، لا يرحم ظالمًا، وأمره بُلْغٌ به تشقى به الأشقياء٤ وهو يثيب على الإحسان، ويجزي المحسن على جميل إحسانه٥. وهو الذي يعصم من السيئات والعثرات٦. وهو مقر بوجود يوم حساب يحاسب فيه الناس على ما قاموا به من أعمال، وقد ينتقم الله من الظالم في الدنيا قبل الآخرة، فلا مخلص له٧.


١ الأغاني "١٠/ ٦٢"، نسب عمرو بن شأس وأخباره في هذا الشعر وغيره.
بدا لي أن الله حق فزادني ... إلى الحق تقوى الله ما قد بدا ليا
شرح ديوان زهير "٢٨٧".
٢
فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
ديوان عروة "٥١".
٣ شرح ديوان زهير "١٨".
٤
فهداهم بالأسودين وأمر ... الله بلغ يشقى به الأشقياء
اللسان "١٠/ ٣٠٢"، "بلغ".
فهداهم بالأسودين وأمر ... الله بلغ تشقى به الاشقياء
تاج العروس "٦/ ٤"، "بلغ".
٥
رأى الله بالإحسان ما فعلا بكم ... فأبلاهما خير البلاد الذي يبلو
شرح ديوان زهير "١٠٩".
٦
ومن ضريبته التقوى ويعصمه ... من سيئ العثرات الله والمرحم
شرح ديوان زهير "ص١٦٢".
٧
فلا تكتمن الله ما في صدوركم ... ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيودع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم
شرح ديوان زهير، لثعلب "ص١٢" بلوغ الأرب "٢/ ٢٧٧ وما بعدها" شعراء النصرانية "القسم الرابع ص٥١٨"، جمهرة أشعار العرب "٧١".

<<  <  ج: ص:  >  >>