للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"جزى الله"١، و"عمر الله"٢، وأمثال ذلك مما يرد في أشعار الشعراء الجاهليين، يخرجنا تدوينه وحصره في هذا المكان عن حدود الموضوع.

وقد جاءت لفظة الجلالة في أيمان أخرى، في مثل: "لعمر الله"، و"ها لعمر الله" كالذي ورد في شعر زهير:

تَعَلَّمَن ها لَعَمرُ اللَهِ ذا قَسَمًا ... فَاِقدِر بِذَرعِكَ وَاِنظُر أَينَ تَنسَلِكُ٣

وورد "ها الله" و"والله" و"الله" و"نعم الله" و"أي والله لأفعلن"، و"ايم الله" و"ايمن الله" و"يعلم الله" و"علم الله" وأمثال ذلك٤.

ومن أيمانهم الدالة على الاعتقاد بوجود خالق، قولهم: "لا وبارئ الخلق"، و"لا والذي يراني من حيث ما نظر" و"لا والذي نادى الحجيج له"، و"لا والذي يراني ولا أراه"، و"لا والذي كل الشعوب تدينه"، و"حرام الله لا آتيك"، و"يمين الله لا آتيك"، و"لا والذي جلد الإبل جلودها"، و"والذي وجهي زمم بيته"، و"لا والذي هو أقرب إليَّ من حبل الوريد"، و"لا ومقطع القطر"، و"لا وفالق الإصباح"، و" لا ومهب الرياح" و"لا ومنشر الأرواح"٥، على غير ذلك من أيمان حلفوا بها، تدل على إيمان وعقيدة بوجود خالق، فحلفوا به.

ونجد في معلقة امرئ القيس قسمًا بالله حكي على لسان صاحبة صاحب المعلقة:

فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ ... وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي٦

وترى في بيت لامرئ القيس وهو يذكر إقدامه على الشرب:

فَاليَومَ أُسقى غَيرَ مُستَحقِبٍ ... إِثمًا مِنَ اللَهِ وَلا واغِلِ٧


١
جزى الله خيرًا كما ذكر اسمه ... أبا مالك إن ذلك الحي اصعدوا
ديوان عروة "ص٥٠".
٢
قعيدك عمر الله، هل تعلمينني ... كريمًا إذا اسوَدَّ الأنامل أزهرا
ديوان عروة بن الورد "٢٢"، Reste, s. ٢٢٤
٣ السنن الكبرى "١٠/ ٢٦ وما بعدها"، المخصص "١٣/ ١١٣".
٤ المخصص "١٣/ ١١٤ وما بعدها"
٥ ذيل الأمالي "ص٥٠ وما بعدها".
٦ المعلقات العشر وأخبار شعرائها "٦٢".
٧ شعراء النصرانية "١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>