للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليمنى. أدركته قريش فجعلت له يدًا من ذهب. وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. وكان يقال له هبل خزيمة.

وكان في جوف الكعبة قدامه سبعة أقداح، مكتوب في أولها: صريح والآخر ملصق. فإذا شكوا في مولود أهدوا إليه هدية، ثم ضربوا بالقداح، فإن خرج صريح ألحقوه، وإن خرج ملصق دفعوه. وقدح على الميت وقدح على النكاح، وثلاثة لم تفسر لي على ما كانت. فإذا اختصموا في أمر. أو أرادوا سفرًا أو عملًا، أتوه فاستسقوا بالأزلام عنده فما خرج، عملوا به وانتهوا إليه. وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله١.

وتذكر رواية أخرى أن خزيمة بن مدركة كان أول من نزل مكة من مضر، فوضع هبل في موضعه، فكان يقال له صنم خزيمة، وهبل خزيمة. وورث أولاده سدانته من بعده٢. وقد ذهب "ابن الكلبي" هذا المذهب أيضًا، إذ قال: "وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة"٣.

ولا خلاف بين أهل الأخبار في أن "هبل" كان على هيئة إنسان رجل٤. وهناك روايات تنسب هبل إلى عمرو بن لحي، تقول إنه جاء به إلى مكة من العراق من موضع هيت، فنصبه على البئر وهو الأخسف والجب الذي حفره إبراهيم في بطن الكعبة، ليكون خزانة للبيت، يُلقى فيه ما يُهدى إلى الكعبة، وأنه هو الذي أمر الناس بعبادته، فكان الرجل إذا قدم من سفر بدأ به على أهله بعد طوافه بالبيت، وحلق رأسه عنده، وكان على هذه الروايات من خرز العقيق على صورة إنسان، وكانت يده اليمنى مكسورة، فأدركته قريش فجعلت له يدًا من ذهب. وكانت له خزانة للقربان وكان قربانه مائة بعير. وله حاجب يقوم بخدمته٥.


١ الأصنام "٢٧ وما بعدها" "تحقيق أحمد زكي باشا"، سبائك الذهب "١٠٤". الأزرقي "١/ ٦٨ وما بعدها"، ابن هشام "١/ ٦٤"، الطبري "٢/ ٢٠٢"، "الاستقامة"، "٢/ ٢٤٠" "المعارف" خزانة الأدب "٣/ ٢٤٤"، سبائك الذهب "١٠١"، ابن الأثير، الكامل "٢/ ١٨" مروج الذهب "١/ ٢٣٨" محمد محيي الدين عبد الحميد" البداية والنهاية "٢/ ١٨٧".
٢ طبقات ابن سعد "١/ ٣٩".
٣ الأصنام "روزا" نهاية الأرب "١٦/ ١٢".
٤ الطبرسي، مجمع البيان "٢٩/ ٦٨ وما بعدها". "بيوت ١٩٥٤م".
٥ أخبار مكة، للأزرقي "١/ ٢٧، ٦٨ وما بعدها"، الروض الأنف "١/ ٦٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>