للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الريح" "مجاور الريح وأنه نصب الصنم: مطعم الطير عند المروة١، فكان الناس في موسم الحج يحجون إلى الصنمين.

ولعل هذين الصنمين كانا من الأصنام التي خصصت بالسماء، وأن الناس كانوا يضعون الحبوب عندها لتأكلها الطيور. ولذلك قيل لنهيك "مجاود الريح"، ولصنم المروة "مطعم الطير".

وغنم، ذكر أنه كان في جملة الأصنام الموضوعة بمكة. وقد ورد اسم رجال، واسم أسر٢.

وفراض، صنم كان بأرض سعد العشيرة٣. وقد حطمه رجل منهم اسمه "ذباب"، وهو من "بني أنس الله بن سعد العشيرة". حطمه. ثم وفد إلى النبي فأسلم، وقال شعرًا في ذلك، أشار فيه على هدمه ذلك الصنم٤. وكانوا يذبحون له ويلطخونه بالدم٥.

أما قزح "قزاح"، فالظاهر أنه صنم، كان الناس يتصورون أنه يبعث الرعد والعواصف. وقد نسي على ما يظن. ولا بد أن يكون لقوس قزح علاقة ما بهذا الصنم القديم. وقد يكون لاسم قزح. وهو من مواضع الحرم بمكة، علاقة باسم هذا الوثن العتيق. وقد تعبد بنو أدوم لصنم اسمه "قزح" Koze مما يدل على أنه هو الصنم العربي الذي نتحدث عنه. والظاهر أنه كان من الأصنام القديمة المعروفة، غير أنه فقد منزلته وقلت أهميته، فلم يكن من الأصنام الكبرى عند ظهور الإسلام٦. ويخالف "نولدكه" رأي بعض المستشرقين الذين ذهبوا إلى أن المراد بقزح الشيطان، لا صنم من الأصنام.

و"قيس" اسم صنم قديم. نسيت عبادته، وصار اسم أشخاص. ودليل كونه صنم قديم وروده في الأعلام المركبة، مثل "عبد القيس"، فإن في هذه


١ المحبر "٣١٣"، الأزرقي "١/ ٧٣".
٢ ابن هشام "١٤٥"، "بنو غنم"، المحبر "٢٨٨".
٣ في نهاية الأرب "فراص"، نهاية الأرب "١٨/ ١٨".
٤
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى ... وخلفت فراضا بدار هوان
شددت عليه وشدة فتركته ... كأن لم يكن والدهر ذو حدثان
نهاية الأرب "١٨/ ١٨".
٥ نهاية الأرب "١٨/ ١٥١".
٦ Josephus, Antiq, XV, ٢٥٣.
٧ Ency, Religi, I, P. ٦٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>