للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد اسم "ود" في كتابة ثمودية دَوَّنها أحد المؤمنين الفانين في حب "ود"، جاء فيها: "أموت على دين ود"، "بدين ود أمت"، وجاء في كتابة أخرى: "يا إلهي احفظ لي ديني، يا ود أيده"١.

وورد اسم "ود" في النصوص اللحيانية٢. فتكون عبادة هذه الإله قد انتشرت في العربية الغربية من أعالي الحجاز إلى العربية الجنوبية وذلك منذ ما قبل الميلاد إلى ظهور الإسلام.

وقد اقترن اسم "ود مع "أل" "إيل" في بعض الكتابات العربية الجنوبية و"إيل" هو الإله السامي القديم. ولعل في "ود أل" "ود إيل" معنى "حب إيل"، فتكون "ود" هنا صفة من صفات الإله. وأما "إيل"، فإنها قد تعني ما تعنيه كلمة "إله" في عربيتنا، وقد تعني إلهًا خاصًّا في الأصل هو إله الساميين المشترك القديم٣.

وقد وردت في نص قتباني جملة: "بت ودم" أي "بيت ود"٤. ومعناها معبد خصص بعبادة الإله "ود". ولا بد أن تكون هناك جملة معابد خصصت بعبادة هذا الإله.

ويرى بعض المستشرقين استنادًا إلى معنى كلمة "ود" أن هذا الصنم يرمز إلى الود، أي الحب وأنه صنو للإلهين "جيل" Gil و"بحد" Pahad عند الساميين. ويستندون في رأيهم هذا إلى بيت للنابغة هو:

حياك ود فأنا لا يحل له

لهو النساء وأن الدين قد عزما٥


١ Herbert Grimme, Die Losung des Sinatinschrirten, Die Altthamudische Schrift, Munster, ١٩٢٦, S. ٤٠.
٢ Handbuch, I, s. ٦١٦.
٣ Handbuch, I, s. ٢١٧, H. Bauer, in ZDMG, Bd, ٦٩, ١٩١٥, S. ٥٦١.
٤ Hommel, Die Sudarabische Alterthumer, S. ٢.
٥ البلدان "٤٠٨"، "ود"
قالت أراك أخا رحل وراحلة ... تغشى متالف لن ينظرنك الهرما
حياك ود فأنا لا يحل لنا ... لهو النساء وأن الدين قد عزما
مشمرين على خوض مزممة ... نرجو الإله ونرجو البر والطعما
شعراء النصرانية "ص٧٠٥".
Reste, S. ١٧, ٣١, ٤٢, ٥٣, Ency, Religi, VIII, p ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>