للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد في نصوص معينية وسبئية وحضرمية وقتبانية. ويقابله Atargatis المدون اسمه في كتب "الكلاسيكيين"، و"عتر" Atar عند السريان، و"عشتر" "عشتار". وقد ذكر في نصوص الآشوريين والبابليين والكنعانيين والعبرانيين والحبش وغيرهم، مما يدل على أنه كان من الآلهة التي كانت عبادتها شائعة في منطقة واسعة، وأنه كان من الآلهة الكبرى قبل الميلاد١.

وقد ورد "أم عثتر"، و"أبم عثتر" في بعض النصوص. وقصد بالجملة الأولى: "أم عثتر"، وبالجملة الثانية "أب عثتر" "عثتر أب". وقد استنتج "دتلف نلسن" من ذلك أن "عثتر" هنا هو بمثابة الإله الرئيس، فهو أب وأم للآلهة يليه القمر في الترتيب ثم الشمس٢. وذهب في بحث آخر له عن ديانة العرب إلى أن المراد بـ "أم عثتر" الشمس، باعتدادها أنثى إلهة أمًّا. أما ولدها فهو "عثتر"٣. وليس بمستبعد أن يكون المراد من "أم عثتر" أن "عثتر" بمنزلة الأم للمتعبدين لها، تريد لهم الخير والبركة وتعطف عليهم وتحبهم عطف الأم على ولدها. وأن المراد من "عثتر أبم" "عثتر أب"، أن "عثتر" هو بمنزلة الأب للمتعبدين له، يشفق عليهم ويحبهم، ويمنحهم الخير والصحة والبركة. وذهب بعض الباحثين إلى أن المراد من عبارة "أم عثتر"، الإلهة الشمس؛ لأنها أم "عثتر"، وأن المقصود من "أبم عثتر" "أب عثتر" لإله القمر، الذي هو زوج الشمس، ومن زواجهما ولد الابن "عثتر".

وقد جاء في نص سبئي وجد في مدينة "صرواح" أن صاحبة النص قدمت إلى الإلهة "أم عثتر" "أم عثتر" أربعة تماثيل من ذهب؛ لأنها وهبت لها أربعة أطفال، هم ولد واحد وثلاث بنات، كلهم أحياء يرزقون. ولأنها سرت قلبها بهذه الذرية. وهي لذلك قدمت هذه التماثيل، ولترجو منها أن تستمر في الإنعام عليها، وعلى ابنها وبناتها بالصحة والعافية٤. وقد قصد بـ"أم عثتر" هنا


١ Wlnckler, Altorlent. Forschungen, I, S. ٥٢٨, Hilprecht, Baby., Exped., IX, ٥١, ٧٦. Ency. Religi., Vol., II, p. ١٦٥.
٢ D. Nielsen, Mondreligion. ٨. ٤٢.
٣ Handbuch, I, S. ٢٢٨.
٤ Handbuch, I, ٨. ٢٢٨, Derenbourg, Etudes Sur L'Epigraphic du Jemen, Paris, ١٨٨٤, NO: II.

<<  <  ج: ص:  >  >>