للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإلهة الشمس. ويتبين من هذا النص أن السبئيين كانوا ينظرون على "أم عثتر"، نظرة البابليين إلى عشتار على أنها إلهة الخصب١.

وقد عثر في النصوص النبطية، على اسم إلهة هي "ربة العثر" "ربت عثر"، أي الشمس٢.

وورد اسم "عثتر" في عدد كبير من نصوص المسند على هذا النحو: "عثتر شرقن"، و"عثتر ذ قبضم"، و"عثتر ذ يهرق"، و"عثتر ذ يهر" وهكذا. وتعني جملة "عثتر شرقن"، عثتر الشارق. وقد ذكر أهل الأخبار أن "الشارق" صنم كان في الجاهلية وبه سموا عبد الشارق. مثل "عبد الشارق بن عبد العزى" الجهني شاعر من شعراء الحماسة٢. فلفظة "شرقن". إذن، نعت لـ"عثتر"، معناه "الشارق".

ويرى بعض الباحثين أن "عثتر شرقن"، هو الإله الحارس للمعابد والمقابر إليه يُصلى ويُدعى أن تصل الهبات إلى المعابد٤. وإليه توسل المتوسلون لحفظ قبورهم من عبث العابثين بها المعيرين لأحجارها الطامعين في كنوزها، ولهذا نعت بـ"عثتر يغل"، أي "عثتر المنتقم"٥.

وأما جملة "عثتر ذ قبضم"، فقصد بـ"قبضم" معنى "القابض" أو "الجالس"، أو اسم موضع يقال له "قبض" فيكون المعنى. "عثتر رب موضع قبض"٦. وأما "يهرق" و"يهرق" "يهريق" فهو اسم مدينة من مدن معين. كان بها معبد لعبادة "عثتر"٧.

وورد أيضًا "عثتر غربن"، أي "عثتر الغارب"، كناية عن غروبه، أو عن طلوعه عند الغروب، فهو إذن نجم الشروق ونجم الغروب، أو النجم الشارق والنجم الغارب. كما ورد "عثتر نورو" "عثتر نورن"، أي "عثتر


١ D. Nielslen, AJtarabische Mondreiigion, S. ٤١.
٢ Littmann, NO: ٢٤, LidzbarsUl. Ephem.. Bd., ٣. S. ٢٩٢. Handbuch, I. S. ٢٢٧.
٣ تاج العروس "٦/ ٣٩٢"، "شرق".
٤ Ency. Religi., ١٠, p. ٨٨٣.
٥ Arabien, S. ٢٤٥.
٦ Rhodokanakis, Stud. Lexi., II. S. ٢٧. Ency. ReligL, ١٠. p. ٨٨٢, Glaser ١٠٨٩,١٦٦٠, Halevy ٢٠٨.
٧ Handbuch, I, S. ٢٢٨, Hommel, Grundriss, I, S. ٨٥, W. Fell, in ZDMG. Bd.,
٥٤, S. ٢٣١-٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>