للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الإله "شيع القوم"، فقد ورد اسمه في النصوص النبطية في "بطرا" وفي "تدمر"، وهو إله القوافل في نظر بعض المستشرقين١.

وهو إله يحمي قومه. ولد احتمى به أهل القوافل خاصة من الأعراب، وقطاع الطرق. ولذلك كان النجار وأصحاب القوافل يذكرون اسمه وربما يحملون وثنه معهم لحمايته لهم في أثناء السفر حتى بلوغهم ديارهم سالمين.

وقد نعت في كتابة نبطية دوَّنها أحد نبط "تدمر". بأنه "الذي لا يشرب خمرًا"٢ وهذا يعني أن هذا الإله كان يكره الخمور. ويكره شاربيها. ولعل في ذلك فكرة تحريم الخمر عند جماعته. وقد كان في الجاهليين من حرموا الخمر على أنفسهم. كما نعت بـ"الإله الطيب المجازي"٣. وهو نَعْت نُعِت به وبمثله آلهة أخرى. وقد ذهب بعض الباحثين إلى احتمال وجود جماعة من النبط ومن غير النبط كانت تحرم شرب الخمر، بدليل ما جاء في النص النبطي من نعته بأنه "الإله الطيب المجازي الذي لا يشرب الخمر"٤. و"يثع" هو في جملة الآلهة التي تعبد لها الصفويون، كما تعبد لهم غيرهم أيضًا. وقد قلت سابقًا باحتمال انتقال عبادته إلى هذه الأرضين من العرب الجنوبيين الذين كانوا قد نزحوا إليها واستولوا عليها وذلك قبل الميلاد. وتعني لفظة "يثع" الحامي والناصر والمساعد، وقد حرف في اليونانية إلى "أيثاؤس" و"يشع". وقد ورد "يثع" في نص توسل فيه صاحبه إلى هذا الإله أن يعينه على المكاره، وتوسل آخر إليه أن يثأر ممن يتبعه، وطلب إليه آخر أن يشفيه من المرض٥.

و"رحم" "رحيم" مثل "رحمن"، أي "الرحمن"، لعلهما اسمان من أسماء الله الحسنى في الأصل، ثم صارا اسمين علمين. وينطبق هذا القول على لفظة "صالح" الواردة في نصوص الصفويين٦.


١ Histoire, IV, P. ١٤.
٢ Littmann, Semitic Inscriptions, ١٩٠٤, p. ٧٠. Montgomery, p. II, Cooke, North Semetic Inscriptions, p. ٣٠٤.
٣ رينه ديسو "١٤٥".
٤ رينه ديسو "١٤٥".
٥ رينه ديسو "١٤٣ وما بعدها".
٦ Preisiamiques,p. ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>