للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أيها الرجل المحول رحله ... ألا نزلت بآل عبد مناف

هبلتك أمك لو نزلت عليهم ... ضمنوك من جوع ومن إقراف

الآخذون العهد من آفاقها ... والراحلون لرحلة الإيلاف

والمطعمون إذا الرياح تناوحت ... ورجال مكة مسنتون عجاف

والمفضلون إذا المحول ترادفت ... والقائلون هلم للأضياف

والخالطون غنيهم بفقيرهم ... حتي يكون فقيرهم كالكافي

كانت قريش بيضة فتفلقت ... فالمح خالصة لعبد مناف١

قام رجال من رجال مكة بالإنفاق على المحتاجين فعدوا ذلك دينًا ومروءة وشهامة فكان "نعيم بن عبد الله" العدوي، ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم٢. وكان "حكيم بن حزام" ينفق من أرباحه على المحتاجين من آله وذويه٣. وكان صديق النبي قبل المبعث٤. وتذكر كتب السير والتراجم أسماء رجال آخرين عرفوا بتصدقهم على الفقراء والمحتاجين، اعتبروها منقبة وقربة لهم في الجاهلية، وقد أقرهم الرسول عليها.

فالحمس "أهل الله"، وأمته، تجمعهم عبادة الله والأصنام، والمناسك والشعائر التي وضعوها لهم، والتجارة التي جعلوها مثل شعائر دينهم، ينفقون من أرباحهم منها في سبيل "الله". أي بيت الله وأهله المستضعفون، حتى جعلوا الصدقة وإطعام المحتاج من أمور الدين. فمجتمعهم مجتمع جمع بين الدين والتجارة، وبين الدين والمال. حثهم على التعاون بخلط رءوس أموالهم والاتجار معًا بقوافل، وفيه ربح كبير مضمون، وحثهم على إنصاف من ليس له شيء حتى يصير.


١ أخذت هذه الأبيات من أمالي المرتضى "٢/ ٢٦٨" وتختلف بعض الاختلاف عن أمالي القالي "١/ ٢٤١ وما بعدها"، التي فيها:
منهم علي والنبي محمد ... القائلان هلم للأضياف
وعن سيرة ابن هشام "١/ ١١٧"، "حاشية على الروض الأنف"، وعن معجم الشعراء "٣٧٥" وشرح ابن أبي الحديد "٣/ ٤٥٣"، والعيني "٤/ ١٤٠" والبكري، سمط "٥٤٧ وما بعدها" وعن تفسير الطبرسي "حـ٣٠ ص٥٤٥"، "طبعة طهران"، تفسير سورة لإيلاف قريش، وعن ابن العربي، محاضرات الأبرار "٢/ ١١٩"، والبلاذري، أنساب "١/ ٥٨"، والدياربكري، تأريخ الخميس "١/ ١٥٦".
٢ الإصابة "٣/ ٥٢٧"، "رقم ٨٧٧٨".
٣ نسب قريش "١/ ٣٦٧" "رقم ٦٤٤"، Kister, p. ١٢٥.
٤ الإصابة "١/ ٣٤٨ وما بعدها" "رقم ١٨٠٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>