للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو "لبيك حقًّا، تعبدًا ورقًّا، عذت بما عاد به إبراهيم"١.

وذكر أنه كان يأمر بالتوحيد وبعبادة إله واحد. ومن ذلك قوله:

لا تعبدن إلها غير خالقكم ... وإن دعيتم فقولوا دونه حدد٢

وزعم إنه كان يراقب الشمس، فإذا زالت استقبل الكعبة، فصلى وسجد سجدتين، ثم يقول: هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل لا أعبد حجرًا ولا أصلي له ولا آكل ما ذبح له، ولا أستقسم بالأزلام، إنما أصلي لهذا البيت حتى أموت. وكان يحج فيقف بعرفة، وكان يلبي، فيقول: لبيك لا شرك لك، ولا ند لك، ثم يدفع من عرفة ماشيًّا، وهو يقول: لبيك متعبدًا مرقوقًا٣.

ويروي أهل الأخبار أقوالا أخرى لزيد، كما رووا له أشعارًا زعموا أنه قالها، وهي في هذه الأمور التي ينسبونها إلى الأحناف من ذكر لديانة إبراهيم وللتوحيد ومن ذم إلى الأصنام ومن إصلاح لحال مجتمع ذلك اليوم٤. كما رووا له أبياتا من شعر زعموا أنه نظمه يعاتب فيه زوجته "صفية بنت الحضرمي"، لأنها كانت تمانع في خروجه عن مكة وفي سفره إلى الخارج التماسا لهذا الدين٥.

وتفيد رواية من روايات أهل الأخبار بأن "زيد بن عمرو بن نفيل"، كان في جملة من اشترك في "حرب الفجار"، تقول إنه كان على رأس "بني عدي" وذلك في يوم شمطه٦.

وروي أن رسول الله سئل عن "زيد بن عمرو"، فقال: "يبعث أمة وحده يوم القيامة" ٧، بل روي أنه ترحم عليه، وأنه قال: "رأيته في الجنة يسحب ذيولا" ٨.


١ الأغاني "٢/ ٢٣٨".
٢ تاج العروس "٢/ ٣٣١"، "حدد".
٣ البداية "٢/ ٢٣٩".
٤ الأغاني "٣/ ١١٧".
٥ ابن هشام، سيرة "١/ ٢٤٧".
٦ البلاذري، أنساب "١/ ١٠٢".
٧ البخاري "٥/ ٥٠"، المعارف "٢٧"، البغدادي، خزانة "٣/ ١٠٠".
٨ ابن سعد، طبقات "٣/ ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>