للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المصطلحات المتأخرة التي أطلقت على النصارى١. وقد قصد في القرآن الكريم بـ "أهل الإنجيل"٢ النصارى، إذ لا يعترف اليهود بالإنجيل. وقد أدخل علماء اللغة اللفظة في المعربات٣.

وأهم علامة فارقة ميزت نصارى عرب الجاهلية عن العرب الوثنيين، هي أكل النصارى للخنازير، وحملهم للصليب وتقديسه. ورد أن الرسول قال لراهبين أتياه من نجران ليبحثا فيما عنده: "يمنعكما عن الإسلام ثلاث: أكلكما الخنزير، وعبادتكما الصليب، وقولكما الله ولد"٤. وورد أنه رأى "عدي بن حاتم الطائي" وفي عنقه صليب من ذهب، لأنه كان على النصرانية٥.

وورد في شعر ذي الرمة:

ولكن أصل امرئ القيس معشر ... يحل لهم أكل الخنازير والخمر٦

يريد إنهم نصارى في الأصل، فهم يختلفون عن المسلمين في أكلهم لحم الخنزير وفي شربهم للخمر.

وقد أقسم النصارى بالصليب. هذا "عدي بن زيد" يحلف به في شعر ينسب إليه، فيقول:

سعى الأعداء لا يألون شرا ... عليك ورب مكة والصليب٧

ليس في استطاعتنا تعيين الذي دخلت فيه النصرانية إلى جزيرة العرب. وتحاول مؤلفات رجال الكنائس رد ذلك التاريخ إلى الأيام الأولى من التأريخ النصراني٨، غير أننا لا نستطيع أقرارهم على ذلك، لأن حججهم في ذلك غير


١ Hughes Dictionary of IsIam p ٤٣١
٢ المائدة، الآية ٤٧.
٣ النهاية في غريب الحديث "٤/ ١٣٦"، المعرب، للجوالقي "٢٣".
٤ البلاذري: ٧١".
٥ اللسان "١٣/ ٤٤٣"، و"ثن" السيوطي، الدر المنثور "١٠/ ٧٥".
٦ النصرانية "٧٥".
٧ شيخو، شعراء النصرانية "٤٥١".
٨ النصرانية وآدابها، القسم الأول، تأليف لويس شيخو، بيروت ١٩١٢م.

<<  <  ج: ص:  >  >>