للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناطق واسعة من جزيرة العرب حتى وصلوا إلى العراق والشام، واختلطوا بالقبائل الأخرى، وتفرقوا في كل مكان.

ويظهر من تلك الروايات أيضًا أن القبائل العدنانية، كانت قبائل متشاحنة يحارب بعضها بعضا، دفعها إلى تشاحنها هذا طبيعة البداوة وفقر البادية، والتقاتل على الكلأ والماء، حتى ضرب بها المثل في التفرق، والتشتت١.

ونجد اسم "نزار" على أنه اسم قبيلة, مذكورًا في نص "امرئ القيس" مع أنه ابن "معد"، أي: حفيد عدنان، ولا نجد اسم جده في هذا النص. وهذا مما قد يبعث الظن في نفوسنا أن فكرة "عدنان" لم تظهر إلا في الجاهلية القريبة من الإسلام وفي الإسلام.

وأولد الأخباريون عدنان عددًا من الأولاد، أشهرهم وأعرفهم في نظرهم: معد، وعد٢. وقد زعم الأخباريون أن معدًّا عاش في أيام "بختنصر"، وأن معدا خلص إلى "حران" حينما هاجم ملك بابل أهل "حضورا" في اليمن. أما "عدنان" والده، فلقي "بختنصر" فيمن اجتمع إليه من "حضورا" وغيرهم في "ذات عرق"، فهزمهم "بختنصر", ومات "عدنان في أيامه. فلما هلك "بختنصر" خرج "معد" من "حران" إلى مكة، فوجد إخوته وعمومته قد لحقوا بطوائف اليمن, وتزوجوا فيهم, فرجع بهم إلى بلادهم٣.

ورجع "الزبيدي" أيام "معد" إلى أيام "موسى" إذ قال: "وكان معد بن عدنان في زمن سيدنا موسى -عليه السلام- كما يعرفه من مارس علم التواريخ والأنساب".

وقد جعل بعض أهل الأخبار أم معد بنتًا من بنات يشجب، قالوا: إن اسمها "تيمة" وإنها "تيمة بنت يشجب بن يعرب بن قحطان"٤. فربطوا بذلك


١ قال البجلي في تفرق بجيلة:
لقد فرقتم في كل أوب ... كتفريق الإله بني معد
البكري، معجم "١/ ٥٧".
٢ ابن خلدون "٢/ ٢٩٩"، المعارف "ص٢٩"، نسب قريش "ص٥" ابن حزم، جمهرة "٨"، نهاية الأرب "٢/ ٣٥٢"، الطبري "٢/ ٢٩".
٣ ابن خلدون "٢/ ٢٩٩".
٤ الاشتقاق "ص٢٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>