للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالآثار القديمة واتخذها عبرة للمعتبرين١. وقد وسعت هذه الأسفار آفاق نظره وعرفته على شعوب متعددة وعلى آراء ومعتقدات متنوعة. ومنها هذه النصرانية التي نبحث فيها.

وقد حمله اختلاطه بالنصارى العرب على الإشارة إلى بعض طقوسهم وأحوال عباداتهم في شعره. وإلى أن يشير إلى قصص معروف بين أهل الكتاب، وارد بينهم، فذكره في شعره. فتراه يتحدث عن حمامة نوح وعن أخبار سليمان وعن جن سليمان وعن المباني القديمة العادية المنسوبة إليه، كما تراه يشير إلى عادة النصارى في الطواف حول الصليب أو تمثال المسيح٢. ثم تراه يشير إلى الصليب نصبه الراهب في الهيكل بعد أن زينه بالصور٣.

وفي الشعر المنسوب إليه إقرار بإله واحد كريم٤، ونهي عن عبادة الأوثان ومن التقرب منها٥، وفيه أن الرب يكفي الإنسان ويرعاه ويساعده في حله وفي ترحاله٦،


١
وقد طفت للمال آفاقه ... عمان فحمص فأوري شلم
أتيت النجاشي في أرضه ... وأرض النبيط وأرض العجم
فنجران فالسرو من حمير ... فأي مرام له لم أرم
ومن بعد ذاك إلى حضرموت ... فأوفيت همي وحينا أهم
ألم ترى الحضر إلا أهله ... بنعمي، وهل خالد من نعم
أقام به سابور الجنود ... حولين يضرب فيه القدم
فما زاده ربه قوة ... ومثل مجاورة لم يقم
ديوان الأعشى "طبعة رودولف كاير"، "ص٣٣ وما بعدها".
قد طفت ما بين بانقيا إلى عدن ... وطال في العجم ترحالي وتسياري
ديوان الأعشى "١٢٦".
٢ قال في مدحه "قيس بن معديكرب الكندي":
تطوف العفاة بأبوابه ... كطوف النصارى ببيت الوثن
ديوان الأعشى "١٩"، اللسان "١٧/ ٣٣٤"، "وثن".
٣
وما أيبلى على هيكل ... بناه وصلب فيه وصارا
ديوان الأعشى "٤٠"، النصرانية "٢٠٤"، بروكلمان، تاريخ الأدب العربي "١/ ١٤٧ وما بعدها".
٤
ربي كريم لا يكدر نعمة ... فإذا تنوشد في المهارق أنشدا
النصرانية "١٦٢".
٥
وذا النصب المنصوب لا تسكنه ... ولا تعبد الأوثان، والله فاعبدا
النصرانية "١٥٩".
٦
ولكن ربي كفى غربتي ... بحمد الآله فقد بلغن
ديوان الأعشى "١٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>