للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرأة "عمرو بن عامر"، وهي بنت الخير الحميرية، ودعت بسطيح قبل أن تموت، فأتيت به، فتفلت في فيه، وأخبرت إنه سيخلفها في علمها وكهانتها. وكان وجهه في صدره، ولم يكن له رأس ولا عنق، ودعت بشق ففعلت به ما فعلت لسطيح، ثم ماتت وقبرها بالجحفة١.

وقد ذكر "المسعودي"، نسب الكاهن "شق" على هذا النحو: "شق بن مصعب بن شكران بن أترك بن قيس بن عنقر بن أنمار بن ربيعة بن نزار" وذكر نسب "سطيح" على هذه الصورة: "هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن بن غسان"٢. وعاه بـ "سطيح الغساني" في موضع آخر. وأورد سجعا من سجعه، كما أورد أخبارا لشق المعاصر له٣.

وقد دعاه "الجاحظ" بـ "سطيح الذئبي"، كما دعاه "ابن إسحاق" بذلك، لأنه ينسب إلى جد اسمه "ذئب"٤.

وإذا كانت رواية أهل الأخبار عن وجود الكاهن "سطيح" صحيحة، فيجب أن يكون قد عاش في القرن السادس للميلاد، إذ هم يذكرون أنه كان معاصرا لكسرى أنو شروان، وللنعمان بن المنذر، ويروون أنه أخبر "عبد المسيح بن حسان" الذي جاء إليه ليستفسر منه عن رؤيا رآها كسرى في منامه فأزعجته، فأخبره بمولد الرسول. وذكروا أيضًا أن كسرى كان يستعين في حكمه بالكهان، فيستشرهم، وإنه لديه ثلثمائة وستون كاهنا وسحرة ومنجمين، وكان من بينهم كهنة من العرب، وأشهرهم: السائب٥.

وذكر بعض أهل الأخبار "أن خالد بن عبد الله القسري كان من ولد شق هذا. فهو خالد بن عبد الله بن أسد بن كرز. وذكر أن أن كرزا كان دعيا، وإنه كان من اليهود فجنى جناية، فهرب إلى بجيلة، فانتسب فيهم. ويقال كان عبدًا لقيس، وهو ابن عامر ذي الرقعة. وسمي بذي الرقعة، لأنه


١ الروض الأنف "١/ ١٨ وما بعدها".
٢ مروج الذهب "٢/ ١٦٠"، "دار الأندلس"، سيرة ابن إسحاق "٤٧"، "طبعة أوربة"، عجائب المخلوقات "٣١٠"، الحيوان "٣/ ٢١٠"، "٦/ ٢٠٤، ٢٠٦ وما بعدها".
٣ مروج الذهب "٢/ ١٧٥ وما بعدها"، الحيوان "٣/ ٢٠٤"، "٦/ ٢٠٤",
٤ الحيوان "٣/ ٢١٠"، البيان والتبيين "١/ ٢٨١"، ابن إسحاق "٤٧"، "كوتنكن".
٥ تاريخ الخميس "١/ ٣٢٢"، نهاية الأرب "٣/ ١٢٨ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>