للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اشتهر في الجاهلية عدة كهان ذكر الإخباريون أسماءهم، منهم: شق، وسطيح، وأوس بن ربيعة، والخمس التغلبي، وعزى سلمة الكاهن، ونفيل ابن عبد العزي، وخنافر بن التوأم الحميري، وسواد بن قارب الدوسي، وعمرو بن الجعيد، وابن الصياد، والأبلق الأزدي، والأجلح الدهري، وعروة بن زيد الأزدي، ورباح "رياح" بن عجلة، وهو معروف بعراف اليمامة، والكاهن الخزاعي، ورباح "رياح" بن عجلة، وهو المعروف بعرافة اليمامة، والكاهن الخزاعي، وهو جد "عمرو بن الحمق"، وكان منزله بعسفان، وإليه احتكم هاشم وأمية١، و"كهال"، أحد الكهنة الجاهليين٢.

وأشهر الكهان وأعرفهم: شق وسطيح، وللأخباريين عنهما قصص أخرجهما من عالم الواقع، وجعلهما في جملة الأشخاص الخرافيين. فشق في زعمهم إنسان له يد واحدة وعين واحدة، وجعلوه من المتشيطنة صورته صورة نصف آدمي. وذكروا أنه كان معاصرا لمالك بن نصر اللخمي، وأنه استدعاه واستدعى سطيحا مع لتفسير رؤيا رآها أفزعته، وأنهما أخبراه بوقوع غزو الحبشة لليمن وبظهور سيف بن ذي يزن. وقالوا: إنه من بني جليحة، وأنه عمر ثلاثمائة سنة٣. وقالوا أن سطيحا كان كتلة من لحم يدرج كما يدرج الثوب، ولا عظم فيه إلا الجمجمة، وأن وجهه في صدره، ولم يكن له رأس ولا عنق، وكان في عصر من أشهر الكهان، وأن كسى بعث إليه عبد المسيح بن بقيلة الغساني ليسأله في تأويل رؤيا رآها، فأخبره بظهور أمر رسول الله وبقرب زوال ملك العجم، فأخبر "عبد المسيح" كسرى بذلك٤.

وزعم أن سطيحا جسد ملقى لا جوارح له، ولا يقدر على الجلوس، إلا إذا غضب انتفخ فجلس. وكان شق شق إنسان، له يد واحدة، ورجل واحدة، وعين واحدة. وولد سطيح وشق في اليوم الذي ماتت فيه طريفة الكاهنة،


١ تاج العروس "٩/ ٣٢٦"، بلوغ الأرب "٢/ ٢٦٩ وما بعدها"، مروج الذهب "٢/ ١٧٥ وما بعدها"، الكامل، لابن الأثير "٢/ ١٠"، البيان والتبيين "١/ ٢٨٩"، نهاية الأرب "٣/ ١٣٢"، الثعالبي، ثمار "١٠٥ وما بعدها" Reste, S. ١٣٦ f.
٢ تاج العروس "٨/ ١٠٦"، "كهل".
٣ الاشتقاق "٣٠٣"، المستطرف "٢/ ٨٠ وما بعدها"، "ربيعة بن نصر اللخمي"، الأزمنة والأمنكة "٢/ ١٩٣"، الاشتقاق "٢٨٦".
٤ القزويني: عجائب المخلوقات "١/ ٣٧١" "طبعة وستنفلد"، الطبري "٢/ ٩٩"، نهاية الأرب "٣/ ١٢٨ وما بعدها"، "في أخبار الكهان" Ency. VoI IV p ٣٧٠

<<  <  ج: ص:  >  >>