للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحداهما تفتخر على الأخرى، وترى أنها أعز مكانةً ونفرًا من شقيقتها، كالذي يحدث بين القبائل.

ويظهر أن الأمر قد اختلط على بعض أهل النسب في قضية "إياد"، فجعلوا إيادًا ابنًا من أبناء معد، أي: شقيقًا لنزار، وجعلوه ابنا لنزار، فصيروه شقيقا لربيعة ومضر وأنمار. وقد ذكر المسعودي أن إيادا ينسبون إلى القبيل الأكبر، وليست لهم قبائل مشهورة. ويذكر قوم أن ثقيفا من إياد، ويرى فريق أنهم من قيس عيلان١.

وأما "قنص بن معد" فيزعم قوم أن "آل المنذر" ملوك الحيرة منهم٢, ويظهر من عدم ذكر أسماء قبائل تنسب إلى قنص أن قنص لم تكن من القبائل الكبرى، وأنها دخلت في القبائل الأخرى قبل الإسلام، فنسيت, فلما دون أهل الأخبار الأنساب، لم يكن لها شأن يذكر عندئذ غير الاسم.

ويلاحظ أن النسابين الذين جعلوا "آل نصر" من "قنص بن معد"، أي من العدنانيين، يذكرون أنفسهم ويروون في كتبهم أن نسبهم هو من اليمن، وأنهم من أصل قحطاني.

ويذكر أهر الأخبار أن ربيعة ومضر حاربوا أبناء قنص بن معد وتغلبوا عليهم، حتى أخرجوهم من ديارهم فتفرقوا في البلاد، وذهب جمع منهم إلى سواد العراق، ولكنهم اصطدموا بالنبط الأرمانيين من ملوك النبط، فتراجعوا واستقر قسم منهم في الأنبار والحيرة٣.

وأما "مضر بن إلياس" فولد "إلياس بن مضر"، وإلياس، وهو قيس عيلان. وعرف أبناء "إلياس" بـ"خندف" نسبة إلى أمهم "خندف"، وهم: مدركة, وطابخة، وقمعة٤. وذكر المسعودي أن مضر ترجع إلى حيين،


١ المعارف "ص٢٩".
٢ المعارف "ص٢٩"، الطبري "١/ ٦١١"، "دار المعارف"، ابن حزم، جمهرة "ص٨"، البكري معجم "١/ ٥٢" ابن هشام "١/ ٥".
٣ البكري معجم "١/ ٥٢ وما بعدها" "طبعة السقا".
٤ المعارف "ص٣٠"، "وكانت أمهم ليلى بنت حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة وهي خندف، فغلب على من ذكرنا الألقاب، ونسب ولد إلياس إلى أمهم خندف"، مروج "١/ ٣٩٦"، نسب عدنان "ص١"، ابن حزم، جمهرة "٩" البلاذري، أنساب "١/ ٣١".

<<  <  ج: ص:  >  >>