للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعني لفظة "كوسيم "Gosem" و"Gesem" "Kosem" العرافة في العبرانية١. من أصل "كسم" "قيسم" وهو التكهن. وهو أصل "سامي". وإليه تعود كلمة "الاستقسام"، لا إلى "قسم" بمعنى تقسيم الشيء وتجزئته. وهو المعنى الذي ذهب إليه أكثر علماء اللغة. وقريب من معنى "قيسم" "كيسم" ما ذكره علماء اللغة من أن القسم هو الحظ والنصيب. فإن للحظ والنصيب علاقة وثيقة بالتكهن، لما فيه من معرفة المستقبل والوقوف عليه.

وقد عرف أهل الأخبار "الأزلام": إنها السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها. وعرفوا "الزلم"، إنه السهم، وإنه القدح المزلم٢. وعرفوا القدح: إنه السهم قبل أن ينصل ويراش. وأن القدح: قدح السهم، وجمعه قداح، وصانعه قداح٣. وقد فسر بعض العلماء الأزلام بأحجار بيض تشبه أحجار الشطرنج، كما جعل بعض آخر تلك السهام في مقابل "الكعاب" التي يستعلمها الروم والفرس في الاستخارة٤. وذكر بعض آخر أن "الأزلام: سهام كانت لأهل الجاهلية مكتوب على بعضها: أمرني ربي، وعلى بعضها: نهاني ربي، فإذا أراد الرجل سفرا أو أمرا، ضرب تلك القداح، فإن خرج السهم الذي عليه أمرني ربي مضى لحاجته، وإن خرج الذهي عليه نهاني ربي لم يمض في أمره"٥. وذكر أن الأزلام التي كانوا يستقسمون بها غير قداح الميسر، وإنها قداح الأمر والنهي لا قداح الميسر٦. وذكر أن أهل الجاهلية، كانوا إذا أرادا أن يخرجوا في سفر، جعلوا قداحا للجلوس والخروج، فإن وقع الخروج خرجوا، وإن وقع الجلوس جلسوا٧.

وطريقة الضرب بالقداح، أن الرجل منهم إذا اراد أن يخرج مسافرا، كتب في قدح هذا يأمرني بالمكث، وهذا يأمرني بالخروج، وجعل معهما أزلاما مسحة،


١ العدد، الإصحاح الثالث والعشرون، الآية ٢٣، صموئيل الأول، الإصحاح السادس، الآية٢، أشعياء، الإصحاح الرابع والأربعون، الآية ٢٥.
٢ اللسان "١٢/ ٢٧٠".
٣ اللسان "٢/ ٥٥٦" "قدح"، تاج العروس "٢/ ٢٠٢"، "قدح".
٤ تفسير الطبري "١٢/ ٤٧٨ وما بعدها"، روح المعاني "٦/ ٥٩ وما بعدها".
٥ اللسان "١٢/ ٤٧٨ وما بعدها"، "قسم"، "صادر".
٦ اللسان "١٢/ ٤٧٩"، "قسم"، تاج العروس "٦/ ٤١٧"، "قسم".
٧ تفسير الطبري "٦/ ٤٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>