للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال للمتطيرين من الرجال "الخثارم"١.

وذكر أن "بني لهب"، "هم أعيف العرب وأزجرهم للطير"٢. وهم بطن من العرب يعرفون بالعيافة. ولأهل الأخبار قصص عن عيافتهم وعن زجرهم للطير٣.

ومن الطيور التي تطير منها أهل الجاهلية: الغراب وطيور الليل، وهي البومة، والصدى، والهامة، والضوع، والوطواط، والخفاش، وغراب الليل٤.

وقاعدتهم في الطيرة، إنهم يشتقون من اسم الشيء الذي يعاينون ويسمعون من ذلك قول سوار بن المضرب:

تغنى الطائران ببين ليلى ... على غصنين من غرب وبان

فكان البان أن بانت سليمى ... وفي الغرب اغتراب غير دان

فاشتق الاغتراب من الغرب، والبينونة من البان.

وقال عنترة:

ظعن الذين فراقهم أتوقع ... وجرى بينهم الغراب الأبقع

حرق الجناح كأن لحيي رأسه ... جلمان بالأخبار هش مولع

فزجرته ألا يفرخ بيضه ... أبدا ويصبح خائفا يتفجع

إن الذين نعبت لي بفراقهم ... هم أسهروا ليلى التمام فأوجعوا

فقال: وجرى بينهم الغراب، لأنه غريب، ولأنه غراب البين، ولأنه أبقع. ثم قال: حرق الجناح تطيرا أيضًا من ذلك. ثم جعل لحيي رأسه جلمين، والجلم يقطع. وجعله بالأخبار هشا مولعا، وجعل نعيبه وشحيجه كالخبر المفهوم٥.

وأشأم الطيور عند الجاهليين، "الغراب": "ليس في الأرض شيء يتشاءم


١ المعاني "٣/ ١١٨٧".
٢ الاشتقاق "ص٢٨٨"، صبح الأعشى "١/ ٣٣٩ وما بعدها".
٣ صبح الأعشى "١/ ٣٩٩ وما بعدها".
٤ الحيوان "٢/ ٢٩٨"، "هارون".
٥ الحيوان "٣/ ٤٤٢ وما بعدها"، "هارون".

<<  <  ج: ص:  >  >>