للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"الكدس" التطير، و"الكدسة" عطسة البهائم، وقد تستعمل للإنسان: ومنه الحديث: إذا بصق أحدكم في الصلاة، فليبصق عن يساره أو تحت رجله، فإن غلبته كدسة أو سعلة ففي ثوبه. والكادس ما يتطير به من الفال والعطاس وغيرهما. ومنه قيل للظبي وغيره إذا نزل الجبل وغيره كادس١.

ومن الألفاظ المستعملة في الى "الزجر" "سنح" و"برح". وللفظة "برح" معان عديدة، وهي من الكلمات السامية الواردة والباقية في عدد من لهجاتها. بين يديك من جهة يسارك إلى يمينك، والعرب تتيمن به، لأنه أمنك للرمي والصيد. والبارح ما مر من يمينك إلى يسارك والعرب تتطير به، لأنه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف"٢.

وقد ذكر بعض اللغويين عكس المعنى، كا ذكر أن أهل نجد كانوا يتشاءومون بالبوارح ويتيمنون بالسانح. أما غيرهم من العرب، فقد كانت تتيمن بالبارح، وأن بعضًا منهم لم يكن له رأي في شيء من هذا٣.وذكر أن أهل "العالية" يتشاءمون بالسانح ويتيمنون بالبارح٤.

قال ذو الرمة وهو من نجد:

خليلي لا لاقيما ما حييتما ... من الطير إلا السانحات وأسوأ

وقال النابغة، وهو نجدي أيضًا، يتشءوم بالبارح:

زعم لا لاقيما البوارح أن رحلتنا غدا ... وبذاك تنعاب الغراب الأسود

وقد عبر "كثير" عن رأي أهل الحجاز بقوله:

أقول إذا ما الطير مرت مخيفة ... سوانحها تجري ولا استثيرها٥

وذكر أن هذيلا كانت تتشاؤم بالسنيح. أما غيرها، فكانت تتشاءم بالبارح٦.


١ تاج العروس "٤/ ٢٣٠"، "كدس".
٢ النهاية "١/ ٨٥" المعاني الكبير "٣/ ١١٨٧".
٣ الأغاني "٩/ ١٥٧" "أخبار النابغة ونسبه"، Reste, S. ٢٠٢.
٤ العمدة "٢/ ٢٦٣".
٥ البرقوقي "ص١٩ وما بعدها".
٦ المعاني "٣/ ١١٨٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>