للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعدم الملل من شيء١. ويقولون: ذهب الغراب يتعلم مشي العصفور أو القطاة، فلم يتعلمها، ونسي مشيته. فلذلك صار يحجل ولا يقفز قفزان العصور، أو مشية القطاة٢.

والبوم من الطيور التي يتشاءم منها بعض الناس، ولعل ذلك بسبب منظرها الكئيب ولصوتها الحزين وظهورها في الليل، والليل هو رمز الشر. ويدل وصفها بـ "أم الخراب" و"أم الصبيان" على النظرة السيئة التي كان يراها العرب لها٣. ويقال إن من أنواعها الصدى والهامة. ولعل اعتقادهم أن الصدى والهامة أو ذكر البوم منها، هي روح الميت المرفرفة على القبر هو الذي حمل أولئك المتشائمين على التشاؤم منها.

والعاطوس، وهي سمكة في البحر أو دابة من الحيوانات التي كان العرب يتشاءمون منها٤. وكذلك "الأخيل" وهو "الشقراق"، "يتطيرون منه ويسمونه مقطع الظهور: يقال إذا وقع على بعير، وإن كان سالما يئسوا منه، وإذا لقي المسافر الأخيل تطير وأيقن بالعقر إن لم يكن موت في الظهر"٥. وهم يتشاءمون من الثور الأعضب أي المكسور القرن٦. ويتشاءمون من "العراقيب"، الشقراق. وتقول العرب: إذا وقع الأخيل على البعير ليكشفن عرقوباه. وقيل: كل طائر يتطير منه الإبل، فهو طير عرقوب لأنه يعرقبها٧.

ويتطيرون بالصرد، ومن أسمائه الأخطب، ويقال "الأخيل" كذلك. و"الواق" أيضًا الصرد٨. ويتشاءمون من "الأفكل"، وهو الشقران، فإذا عرض لهم كرهوه وفزعوا منه وارتعدوا٩.


١ اللسان "١١/ ٦٢٩"، الحيوان "٣/ ١٣١"، حياة الحيوان "٢/ ١٧٧".
٢ الحيوان "٤/ ٣٢٥".
٣ حياة الحيوان "١/ ١٨١٨ وما بعدها".
٤ قال طرفة بن العبد:
لعمري لقد مرت عواطيس جمة ... ومر قبيل الصبح ظبي مصمع
تاج العروس "٤/ ١٩٢"، حياة الحيوان، للدميري "٢/ ١٢١، ٢٢١"، العمدة "٢/ ٢٦٠"، اللسان "٦/ ١٤٢".
٥ بلوغ الأرب "٢/ ٣٧"، البرقوقي "٣٤٨"، ديوان حسان "ص٢٢" "هرشفلد".
٦ بلوغ الأرب "٢/ ٣٣٨"، العمدة "٢/ ٢٦٢".
٧ تاج العروس "١/ ٣٧٨"، "عوقب".
٨ العمدة "٢/ ٢٦١".
٩ تاج العروس "٨/ ٦٥"، "افتكل".

<<  <  ج: ص:  >  >>