للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصدا، هو من وخز الجن، وأنه من فعلهم في الإنسان ودعوه "رماح الجن"، وذكر ذلك في الشعر فقال أحد الشعراء:

لعمرك ما خشيت على عدي ... رماح بني مقيدة الحمار

ولكني خشيت على عدي ... رماح الجن أو إياك جار١

وكانوا يرون أن أكل لحوم السباع يزيد في الشجاعة والقوة٢.

وفي حركات الإنسان دليل ومعان تنبئ عن أشياء. فإذا اختلجت العين دل، ذلك على توقع قدوم شخص غائب محبوب. ولا تزال هذه العادة باقية عند الناس اليوم٣.

ومن عاداتهم أن أحدهم إذا خدرت رجله، ذكر أحب الناس إليه، فتنبسط٤.

وكانوا يعقدون الرتم للحمى، ويرون أن من حلها انتقلت الحمى إليه. قال أحد الشعراء:

حللت رتيمة فمكثت شهرا ... أكابد كل مكروه الدواء٥

وقد زعموا أن في البطن حية، إذا جاع الإنسان، عضت على شرسوفه وكبده. وقيل: هو الجوع بعينه، ليس أنها تعض بعد حصول الجوع٦.

وكان من عادة الجاهليين حمل ملوكهم على الأعناق إذا اشتد بهم المرض. وهم يعتقدون أنهم بذلك سيتغلبون على المرض، ويعللون ذلك بأنه أسهل على المريض، وأكثر راحة له من وضعه على الأرض٧.

واعتقدت العرب أن دم الملوك والرؤساء يشفي من عضة الكلب٨. وزعموا أن الكلب جنون الكلاب المعتري من أكل لحم الإنسان. وأجمعت العرب أن


١ ثمار القلوب "٦٨".
٢ بلوغ الأرب "٢/ ٣٢٣".
٣ بلوغ الأرب "٢/ ٣٢١ وما بعدها".
٤ تاج العروس "٣/ ١٧٠"، "خدر".
٥ بلوغ الأرب "٢/ ٣١٧".
٦ بلوغ الأرب "٢/ ٣١٣ وما بعدها".
٧ بلوغ الأرب "٣/ ٢٠ وما بعدها".
٨ بلوغ الأرب "٢/ ٣١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>