للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعادة أخذ الغلام إذا ثغر، السن الساقط ووضعه إياه بين السبابة والإبهام، واستقبال الشمس، وقذف السن في عينها، لا تزال معروفة حتى الآن، وهم يقولون في ذلك: "ابدليني بسن أحسن منها، ولتجر في ظلمها إياتك"١، أو "أبدليني أحسن منها، أمن على أسنانه العوج، والفلج، والثعل". قال طرفة:

بدلته الشمس من منبته ... بردا أبيض مصقول الأشر٢

واعتقد قوم منهم أن من ولد في القمراء، تقلصت غرلته، فكان كالمختون٣. واعتقدوا أن طول الغرلة من تمام الخلقة وأقرب ما يكون إلى السؤدد٤.

ومن عقائدهم، أن المولود إذا ولد يتنا، كان ذلك علامة سوء، ودليلا على الفساد، واليتن خروج رجل المولود قبل رأسه٥.

ومن عقائدهم أن الرجل كان إذا ظهرت فيه القوباء عالجها بالريق، وإذا أصيب أو أصيبت دابته بالنملة، وخط عليها ابن المجوسي إذا كان من اخته تبرأ وتنصلح وترأب٦.

وزعموا أن من أصيب بـ "الهدب"، وهو "العشا" يكون في العين، عمد إلى سنام فقطع منه قطعة، ومن الكبد قطعة، وقلاهما، وقال عند كل لقمة يأكلها بعد أن يمسح جفنه الأعلى بسبابته:

فيا سناما وكبد ... ألا اذهبا بالهدبد

ليس شفاء الهدبد ... إلا السنام والكبد

ويزعمون أن ذلك بالعشا بذلك٧.

وقد زعم الجاهليون أن الطاعون الذي كان يقع كثيرًا في الجاهلية فيحصد الناس


١ بلوغ الأرب "٢/ ٣١٨".
٢ نهاية الأرب "٣/ ١٢٢".
٣ بلوغ الأرب "٢/ ٣٣١".
٤ تاج العروس "٨/ ٤١"، "غرل"، بلوغ الأرب "٢/ ٣٣١"ز
٥ الحيوان "١/ ٢٨٦"، "هارون".
٦ بلوغ الأرب "٢/ ٣٢٩"، وتعرف "القوباء بـ"كوباية" بلغة العمامة لهذا العهد.
٧
إنه لا يبرئ داء الهدبد ... مثل القلايا من سنام وكبد
تاج العروس "٢/ ٥٤٥"، "الهدبد"، بلوغ الأرب "٢/ ٣٤٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>