للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المزرعة، والدبار: الأنهار الصغار التي تنفجر في أرض الزرع١. و"الكردة"، الدبرة من المزارع، وهي المشارات أي سواقيها. وهي من الألفاظ المعربة عن الفارسية٢. و"المشارة"٣، الكردة، وهي من الألفاظ المعربة٤.

ويعرف حافظ الكرم والنخل والزرع بـ"الناطر" و"الناطور". ذكر علماء اللغة أن اللفظة من كلام أهل السواد، ليست بعربية محضة، ومنهم من جعلها من الألفاظ الأعجمية٥. و"النطار" الخيال المنصوب بين الزرع٦.

وقد استغل أهل اليمن الجبال والمناطق المرتفعة. فزرعوها بمختلف المزروعات التي تلائم طبيعتها، ففي المحلات التي يكون الجو فيها باردًا في الشتاء ولطيفًا في الربيع والصيف غرست الأشجار تلائم ذلك، وزرعت في المناطق الوسط المعتدلة النباتات التي تحب هذا الجو. أما في التهائم والمناطق المنخفضة الحارة، فقد زرعت النباتات التي تحب هذا الجو، وبذلك تنوعت المزروعات، وتكاثرت ألوانها، وصار في الإمكان الحصول في موسم الشتاء على المزروعات التي تزرع في الصيف ببعض البلاد الباردة، والحصول في موسم الصيف على المزروعات التي تزرع في الشتاء.

ولتحقيق غرس الجبال والمناطق المرتفعة، لا بد من تمهيدها للزرع، وذلك يجعلها مدرجات عريضة، تسند جوانبها الظاهرة بالصخور والحجارة منعًا من انهيار تربتها والمزروع فيها، ويقال لهذه المدرجات في المسند "جروب" "جرب" جمع "جربت" "جربة". وتحمي الجربة بحائط من الحجارة، وهي تعني الحجارة

المقطوعة، على سبيل المجاز المرسل من باب تسمية الكل باسم الجزء علاقة٧.

وأهل اليمن لا يزالون يتبعون هذه الطريقة، وفي كثير من المناطق الجبلية والهضاب المهملة الآن آثار تلك المدرجات. تتحدث عن زرع يانع في الأيام


١ تاج العروس "٣/ ١٩٧"، "دبر".
٢ تاج العروس "٢/ ٤٨٥"، "كرد".
٣ بالفتح.
٤ تاج العروس "٣/ ٥٤٢"، "هشر".
٥ تاج العروس "٣/ ٥٧٢"، "نطر".
٦ تاج العروس "٣/ ٥٧٣"، "نطر".
٧ Rhodokanakis, Stud. Lexi., Ii, S. ٤٣, ١٢٤, Kat. Texte, Ii, S. ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>