للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألم تر أن العرض أصبح بطنه ... نخيلًا وزرعًا نابتًا وفصافصا

وقال المتلمس وبه لقب:

وذاك أوان العرض جن ذبابه ... زنابيره والأزرق المتلمس١

وفي الشعر المتقدم على خصب "العرض"، وكثرة زرعه ونخله، وعلى اشتغال أهله بالزراعة.

وفي اليمامة مرتفع يقال له "عارض اليمامة". والعارض الجبل وقد جاء ذكره في الحديث٢. وإلى ذلك أشار "عمرو بن كلثوم" بقوله:

وأعرضت اليمامة واشمخرت ... كأسياف بأيدي مصلتينا٣

ومن أودية اليمامة "العقيق"، وهو واد واسع مما يلي "العرمة" تتدفق فيه شعاب العارض وفيه عيون عذبة الماء٤. وبه معدن.

ومن مواضع اليمامة الخصيبة "قرّان"، موضع به ماء ونخيل، وهو لبني سحيم من بني حنيفة، ويذكر مع "ملهم"٥. و"ملهم" موضع كثير النخل، به ماء، ويوم "ملهم" حرب نسبت لهذا المكان بين تميم وحنيفة٦.

وكانت في الحجاز، ولا سيما ما وقع منه شمال المدينة، عند ظهور الإسلام، مواضع كثيرة ذات عيون ومياه جارية، غرست بالنخيل، واشتغل أهلها بالزراعة. وقد كان وادي القرى كثير المياه بصورة خاصة، بالنسبة إلى باطن جزيرة العرب، وعلى مواضع المياه أقيمت مستوطنات وقرى عديدة، عاشت على النخيل والزرع وعلى القوافل التي تسلك هذا الوادي تحمل التجارات. وقد وردت أسماء مواضع عامرة آهلة بالسكان في غزوات النبي، تقع كلها في شمال "يثرب" إلى فلسطين، وبين مكة ويثرب بعض مواضع مياه، عاش سكانها على النخيل والقوافل والرعي


١ تاج العروس "٥/ ٤٦"، "عرض".
٢ تاج العروس "٥/ ٤٣"، "عرض".
٣ تاج العروس "٥/ ٤٩"، "عرض".
٤ تاج العروس "٧/ ١٥"، "عق".
٥ تاج العروس "٣/ ٤٨٨"، "قرر"، "٩/ ٣٠٩"، "قرن".
٦ تاج العروس "٩/ ٦٨"، "لهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>