للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الحركة والاضطراب١. وذكر بعض علماء العربية أن "الكوثل" مؤخر السفينة، وفيه يكون الملاحون ومتاعهم٢, والأغلب أنه "السكان"، ويعبر عنه بـ"الخيزرانة" كذلك٣. وبلفظة أخرى هي "الدويطرة". وقد عرفت بأنها كوثل السفينة٤.

ويعرف سكان السفينة بـ"الخيزرانة" وبـ"الخيزران". قال النابغة يصف الفرات وقت مده:

يظل من خوفه الملاح معتصمًا ... بالخيزرانة بعد الأين والنجد٥

ويستعمل الملاحون "المجاديف" "المجاذيف" في تجديف السفينة٦. و"المجداف" خشبة رأسها لوح عريض تدفع بها٧. ويقال له "المقذف" و"المقذاف" أيضًا٨. ولم يتطرق علماء اللغة ولا أهل الأخبار إلى عدد "مجاديف" السفينة الواحدة، أي إلى عدد رجالها الذين كانوا يجدفون بالمجاديف، فالسفن الكبيرة الضخمة تحتاج إلى عدد من المجدفين، قد يبلغون العشرات، وقد كانت سفن الروم، ذات طابقين بالنسبة للمجدفين، فيجلس عدد منهم في الطابق الأسفل، ويجلس فوقهم عدد آخر من المجدفين، لتسير السفينة بسرعة، وقد استخدموا هذه الطريقة في سفنهم الحربية بصورة خاصة؛ لأنها سفن، يجب أن تعتمد على السرعة وعلى خفة الحركة لتتمكن من التغلب على سفن الأعداء.

وأما "المردي"، فخشبة يدفع بها الملاح السفينة. وذلك كي يحركها عند


١ اللسان "١٣/ ٢١١"، قال طرفة:
كسكان بوصي بدجلة مصعد
٢ اللسان "١١/ ٥٨٣ وما بعدها".
٣ قال الأعشى:
من الخوف كوثلها يلتزم
اللسان "١١/ ٥٨٤".
٤ اللسان "١١/ ٥٨٤"، "٢/ ٤٥٥".
٥ اللسان "٤/ ٢٣٨".
٦ بالدال والذال جميعًا، لغتنان فصيحتان.
٧ اللسان ٩/ ٢٣".
٨ اللسان "٩/ ٢٧٧، القاموس "٣/ ١٢٢"، تاج العروس "٦/ ٥٤"، "جدف"، "٦/ ٢١٨"، "قذف".

<<  <  ج: ص:  >  >>