للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أثرت عليها من الناحية العسكرية إذ جعلت السواحل مكشوفة مفتوحة من الوجهة الحربية فأنزلت الدول الكبرى في مواضع منها قواتًا لحماية مصالحها التجارية وقوافلها البحرية وذلك قبل الميلاد وبعد الميلاد إلى ظهور الإسلام.

والساج من أثمن الأخشاب وأنفسها في صناعة السفن، فهو خشب مقاوم صلب، وقد استورد من الهند١. ويظهر أنه هو الخشب الذي ذكر "ثيوفراستسوس" "Theophrastus"، أنه كان بجزيرة "تيلوس" "Tylus"، ويقصد بها البحرين، والخشب الذي كان في ميناء "عمانة" عمان الذي أشار إليه صاحب مؤلف "الطواف حول البحر الأريتري"، والذي ذكر أنه خشب مستورد من ميناء "بريجازا" بالهند٢.

وقد صنع الجاهليون سفنهم وقواربهم بأيديهم، مستعينين بالخشب المستورد وبالخشب المحلي. صنعوها في مواضع متعددة من سواحل جزيرة العرب، ولا سيما على سواحل الخليج، حيث تيسر لسكانها استيراد الخشب الصالح لبناء السفن من الهند. وهي صناعة لا تزال حية، إلا أن الهرم بدأ يظهر عليها، وأخذت تتقلص، وأوشكت على توديع الدنيا، لتراكم الأمراض عليها، ولعجزها عن مد نفسها بمقومات الحياة الملائمة لعصر السرعة.

وتتكون السفن الكبيرة الجدية من سقائف، وهي ألواح السفينة. وكل لوح سقيفة٣. وقيل إن اللوح من ألواح السفينة، هو القادس٤. وأما ما بين كل خشبتين من السفينة، فيقال له الطائق٥. وتخرز السفن بالليف، ويجعل في خللها القار٦. والجلفاظ الذي يجلفظ السفن، وهو أن يدخل بين مسامير الألواح، وخروزها مشاقة الكتان، ويمسحه بالزفت والقار٧. وقد تطلى السفن بالقار، وتدسر. ويراد بالدسر المسامير لغاية التسمير والتدسير٨. ويقال للموضع الذي يجتمع


١ القاموس "١/ ١٩٥"، تاج العروس "٢/ ٦١".
٢ حوراني "ص٢٤٤" وما بعدها".
٣ القاموس "٣/ ١٥٢".
٤ القاموس "٢/ ٢٣٩"، تاج العروس "٤/ ٢١٣".
٥ القاموس "٣/ ٢٦٠"، "طوق".
٦ المخصص "١٠/ ٢٥ وما بعدها"، القاموس "٢/ ١٢٤"، تاج العروس "٣/ ٥١٢".
٧ القاموس "٢/ ٣٩٤"، القاموس "٢/ ٣٥٣".
٨ القاموس "٢/ ٢٩"، تاج العروس "٣/ ٢٠٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>