"التكوين", وهذا ما يجعلنا نتساءل: لِمَ ذكر أهل الأخبار أبناء "إسماعيل"، وأهملوا أبناء "يقطان"؟ هل هناك تعمد غرض؟ أن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة ليست سهلة في الواقع؛ لأن أهل الأخبار لم يكونوا يسيرون على قواعد ثابتة وأنظمة معينة في أخذ الأنساب، ولهذا نراهم يقعون في الغلط، وذلك يدل على أن علمهم بالأمور الواردة في التوراة لم يكن علمًا راسخًا، وأن علم محدثيهم من أهل الكتاب لم يكن راسخًا أيضًا ولم يكن مستمدًّا من التوراة رأسًا، بل من السماع والرواية في بعض الأحايين، وإلا لما وقعوا في أغلاط شنيعة، وما احتاجوا إلى الوضع والكذب، كالذي نراه من كعب الأخبار ووهب بن منبه وأمثالهما من مسلمة يهود.