للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكون طريق نجد إلى المدينة ومكة جزءًا من طريق العراق إلى المدينتين، وقد ذكرت أسماء بعض المواضع التي يسلكها القادمون من الكوفة أو الحيرة ثم من البصرة إلى المدينة أو مكة، وهي تمرّ بعد اجتيازهم حد العراق بنجد. ومن هذه المواضع: "القَرْدة" "الفَردة"، الذي كانت إليه سرية "زيد بن حارثة" للتعرض بقافلة لقريش, تنكبت طريق الشام خوفًا من تحرش المسلمين بها وسلكت طريق العراق في الشتاء، فالتقى بها "زيد بن حارثة" بهذا الموضع فظفر بالعير١.

ومن مواضع طرق نجد "قطن"، وهو جبل بناحية "فيد"، به ماء لبني أسد ابن خزيمة بنجد. وإليه أرسل الرسول "أبا سلمة بن عبد الأسد"، لما بلغه أن "طليحة" و"سلمة" ابن خويلد، قد استعدا لحرب رسول الله. وقد نكب بالسرية عن الطريق وسار بها ليلا ونهارا حتى يعجل بها إلى ملاقاتهما، فنذر بهم القوم وتفرقوا، ثم عاد بعد أن وجد سرحًا ومعه ثلاثة رعاء مماليك٢. و"قطن": جبل في غرب "القصيم" من نجد لا زال معروفًا بقرب بلدة "الفوارة"٣.

ونجد في اصطلاح بعض العلماء, ما بين "العذيب" إلى "ذات عرق" وإلى اليمامة وإلى اليمن وإلى جبلي طيء، ومن المربد إلى "وجرة", وذات عرق أول تهامة إلى البحر. وذكر أن الأعراب يقولون: إذا خلفت "عجلز" مصعدًا، فقد أنجدت, و"عجلز" فوق "القريتين"، فإذا أنجدت عن ثنايا ذات عرق فقد أتهمت، فإذا عرضت لك الحرار بنجد قيل: ذلك الحجاز. وذكر أن نجدًا: الأريضة التي تقع جنوب العراق والشام، وشمال تهامة واليمن. وذكر أن كل ما وراء الخندق على سواد العراق، فهو نجد, والغور كل ما انحدر سيله مغربيا وما أسفل منها مشرقيا فهو نجد. وتهامة ما بين ذات عرق إلى مرحلتين من وراء مكة، وما وراء ذلك من المغرب فهو غور، وما وراء ذلك من مهب الجنوب فهو السراة إلى تخوم اليمن٤.

وأما طرق العربية الغربية، فأهمها الطرق الممتدة من بلاد الشام إلى اليمن، وتتصل بها الطرق الآتية من مصر. وقد كان الجاهليون يقصدون دمشق للاتجار


١ إمتاع الأسماع "١/ ١١٢"، تاج العروس "٢/ ٤٥٠"، "فرد".
٢ إمتاع الأسماع "١/ ١٧٠"، تاج العروس "٩/ ٣١٢"، "قطن".
٣ العرب "١٩٦٨"، "ج١١ ص٩٧٧".
٤ تاج العروس "٢/ ٥٠٩"، "نجد".

<<  <  ج: ص:  >  >>