للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها وللاصطياف، ولزيارة أمراء الغساسنة الذين كانوا قد امتلكوا قصورًا بها، غير أن بعضًا منهم كان يقف عند "بصرى"، يتاجر في أسواقها ثم يعود. ومنهم من كان يتوجه إلى "غزة"؛ للاتجار بها لوجود تجار بها قصدوها من سواحل البحر الأبيض، معهم تجارة ساحل البحر. وقد كان "هاشم" ممن قصد هذه المدينة.

ويبدأ طريق دمشق بـ"الكسوة" ومن "الكسوة" إلى "جاسم"، وهو موضع ورد ذكره في شعر لحسان بن ثابت، إذ قال:

قد عفا جاسم إلى بيت رأس ... فالجوابي فحارث الجولان١

ومن "جاسم" إلى أفيق"، وأفيق من أعمال حوران، وهو عقبة طويلة، وأفيق في أول العقبة ينحدر منها إلى غور الأردن ومنها يشرف على طبرية٢, ومن "أفيق" إلى "طبرية". وتعد "سرغ"، في آخر الشام وأول الحجاز، بين "المغيثة" و"تبوك"، وفيها لقي "عمر" أمراء الأجناد٣، ثم "تبوك" وهي قرية مهمة يرد خبرها في أخبار غزوات الرسول، إذ عرفت بغزوة "تبوك". وبها صالح رسول الله "يحنة بن رؤبة", صاحب أيلة، وأهل جرباء وأذرح٤.

ومن "تبوك" يتجه الطريق إلى "المحدثة" ثم إلى "الأقرع"، ثم إلى "الجنينة"٥، ثم إلى "الحجر"، وهي في نظر أهل الأخبار ديار ثمود وبلادهم، وقد أشير إليها في القرآن: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ} ٦، وقد مر بها رسول الله في غزوته لتبوك، ونهى عن دخول مساكنها وعن الشرب من مائها، واستحث راحلته، وأسرع حتى خلفها٧. وذكر "أن بيوتها منحوتة في الجبال مثل المغاور، كل جبل منقطع عن الآخر، يطاف حولها، وقد نقر فيها بيوت


١ المسالك "٧٨"، تاج العروس "٨/ ٢٢٨"، "جسم".
٢ تاج العروس "٧/ ٥٤"، "فوق".
٣ تاج العروس "٦/ ١٦"، "سرغ".
٤ الطبري "٣/ ١٠٠ وما بعدها"، تاج العروس "٧/ ١١٣"، "باك"، ابن سيد الناس "٢/ ٢١٥ وما بعدها".
٥ تاج العروس "٩/ ١٦٦"، "جنن".
٦ الحجر، الرقم ١٥، الآية ٨٠.
٧ تفسير الطبري "١٤/ ٣٤", ابن سيد الناس "٢/ ٢١٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>