للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا الاستقرار١.

وقد ذكروا مع العرب في جملة من تاجر مع العبرانيين, تاجروا معهم "بالخرفان والكباش والأعتدة٢". وكانوا مثل قبائل العرب الأخرى على احتكاك بالعبرانيين، يتاجرون معهم تارة، ويخاصمونهم تارة أخرى، ويظهر أنهم كانوا على عداء شديد معهم، وخصومة منكرة في أيام "أشعياء" و"إرمياء"، كما يتبين ذلك من الهجوم العنيف الموجه إليهم في سفريهما ومن فرح العبرانيين من النكبات التي حلت بهم، ولا سيما انتقام "بختنصر" منهم. ويظهر أنه غزاهم؛ لأنهم كانوا يتحرشون بالبابليين أثناء مرورهم بالبادية إلى فلسطين، مما حمل "بختنصر" على الانتقام منهم ومن قبائل أخرى كانت ضاربة في البادية وفي الطرق المؤدية إلى بلاد الشام.

وقد ذكر أهل الأخبار اسم رجل دعوه "قدار بن سالف", زعموا أنه كان يدعى "أحيمر ثمود"٣، وأنه هو الذي عقر الناقة، ناقة النبي صالح٤، وذكروا أن "قيدار بن إسماعيل" هو أبو العرب، وزعم بعضهم أنه كان نبيا، وزعم أن له قبرًا ومشهدًا يزار قريبًا من السلطانية بالعجم، وأعقب من ولده "حمل بن قيذار"، وله ابن يقال له "سواري". وقد ذكر أهل الأخبار أن "كعب الأحبار" قال: "قال الله لرومية: إني أُقسم بعزتي لأهبن سبيك لبني قاذر، أي: بني إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام- يريد العرب"٥. وإذا صح أن هذا الكلام هو من كلام "كعب" حقًّا، فإنه يدل على تحريض "كعب" للمسلمين على اكتساح إمبراطورية الروم، وقد كان اليهود يكرهون الروم، لما أوقعوه بهم من ظلم، وأنه كان يعبر عن الحالة التي كانت بين الروم والعرب في ذلك الزمان. وليس الكلام المذكور، كلام الله في التوراة


١ المزامير، المزمور ١٢٠، الآية ٥ وما بعدها.
٢ حزقيال، الإصحاح ٢٧، الآية ٢١.
٣ الطبري "١/ ٣١٤" "دار المعارف"، "قيذر" منتخبات "ص٨٤" مروج "١/ ٣٩٤", ابن خلدون "٢/ ٢٩٨"، تاج العروس "٣/ ٤٨٣ فما بعدها".
٤ تاج العروس" ٣/ ٤٨٣".
٥ تاج العروس "٣/ ٤٨٥"، عن "قيذار": الطبري "٢/ ١٩٣"، "قيذر": منتخبات "ص ٨٤"، مروج "١/ ٣٩٤"، ابن خلدون "٢/ ٢٩٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>