للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كان يشتغل لغيره، كأن يكون مملوكًا أقامه سيده في "مبيعته"، ليبيع عنه، وليأتي بثمن ما باعه إليه. ومنهم من كان أجيرًا اتفق مع صاحب الحانوت ومالكه على أن يشتغل عنده في مقابل أجر يقدمه إليه، فهو لا ينال من الدكان إلا أجر عمله.

والبيع في العربية من الأضداد، يقال: باع فلان إذا اشترى، وباع من غيره. والبائع هو كل من البائع والمشتري، والبياعة: السلعة، والتبايع: المبايعة، والبيعة: الصفقة على إيجاب البيع وعلى المبايعة، والمبيعة: الدكان، أي: موضع البيع١.

وقد تخصص بعض الجاهليين في عمله، فمنهم من كان حدادًا، حرفته معالجة الحديد، ومنهم من كان نجارًا، ومنهم من كان بزَّازًا، ومنهم من كان عطارًا، ومنهم من كان "جزارًا" حرفته "الجزارة". وقد يجتمع صنف واحد من الباعة في مكان واحد، يكوِّنون سوقًا خاصة بهم، فتسمى سوقهم باسم ذلك الصنف.

وهناك مصطلحات تطلق على السوق من حيث الرواج والكساد. فإذا نشطت السوق وراج عمل أصحابها قيل: نفقت السوق٢، وإذا كسدت قيل: انحمقت٣.

و"الصفقة": البيعة, يقال: صفقة رابحة وصفقة خاسرة، أي: بيعة. وإنما قيل للبيعة صفقة؛ لأنهم إذا تبايعوا تصافقوا بالأيدي، ويقال لمن لا يشتري شيئًا إلا ربح فيه: إنه لمبارك الصفقة, والصفقة تكون للبائع والمشتري, والصفق: التبايع. وفي حديث "ابن مسعود": "صفقتان في صفقة ربا"، أراد بيعتان في بيعة، وهو على وجهين، أحدهما: أن يقول البائع للمشتري: بعتك عبدي هذا بمائة درهم على أن تشتري مني هذا الثوب بعشرة دراهم، والوجه الثاني: أن يقول: بعتك هذا الثوب بعشرين درهمًا على أن تبيعني سلعة بعينها بكذا وكذا درهمًا٤.

و"الصفاق": الكثير الأسفار والتصرف في التجارات٥.


١ تاج العروس "٥/ ٢٨٤ وما بعدها"، "بيع".
٢ القاموس "٣/ ٢٨٦"، تاج العروس "٧/ ٧٩".
٣ القاموس "٣/ ٢٢٤"، تاج العروس "٦/ ٣٢٤".
٤ تاج العروس "٦/ ٤٠٩"، "صفق".
٥ تاج العروس "٦/ ٤٠٩"، "صفق".

<<  <  ج: ص:  >  >>