للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السوق ملوك حمير، ثم من ملك اليمن من بعدهم. وأشهر ما يباع فيها الطيب, ولم يكن أحد يحسن صنع الطيب من غير العرب، حتى إن تجار البحر ترجع بالطيب المعمول تفخر به في السند والهند، ويرحل به كذلك تجار البر إلى فارس والروم١.

وأما سوق صنعاء، فكانت تقوم في النصف من شهر رمضان إلى آخره, وكانت الأبناء تعشرهم, وكان بيعهم بها الجس؛ جس الأيدي٢. وقد اشتهرت ببيع الخرز والأدم والبرود, وكانت تجلب إليها من معافر٣, والقطن والكتان والزعفران والأصباغ وأشباهها مما يتفق بها، ويشترون بها ما يريدون من البُرِّ والحديد وحاصلات اليمن وما يأتي إلى اليمن من تجارات البحار٤.

وسوق ذي المجاز قريبة من عكاظ، وتقوم أول يوم من ذي الحجة إلى يوم التروية, ثم يصيرون إلى منى٥. وقد كانت لهذيل, وكانت مبايعة العرب بها بإلقاء الحجارة، وذلك أنهم كانوا يجتمعون حول السلعة يساومون بها صاحبها، فأيهم أراد شراءها ألقى حجرًا، وربما اتفق في السلعة الرهط، فلا يجدون بدًّا من أن يشتركوا وهم كارهون, وربما ألقوا الحجارة جميعًا فيوكسون صاحب السلعة إذا تظاهروا عليه. وكانت قريش تخرج قاصدة إليها من مكة، فإن أخذت على حزن لم تتخفر من القرب حتى ترجع، وذلك أن مضر عامتهم لا تتعرض لتجار قريش ولا يتهجَّمهم حليف لمضري مع تعظيمهم لقريش ومكانتهم في البيت٦.

وأما سوق حُباشة فمن أسواق العرب المشهورة القديمة في الجاهلية, في العربية الغربية, وهي سوق بتهامة، يتاجر فيها أهل الحجاز، وأهل اليمن. وكان


١ الأزمنة والأمكنة "٢/ ١٦٥"، اليعقوبي "١/ ٢٣٦".
٢ المحبر "ص٢٦٦".
٣ صبح الأعشى "١/ ٤١٠ وما بعدها".
٤ الأزمنة والأمكنة "٥/ ١٦٥"، اليعقوبي "١/ ٢٣٦".
٥ المحبر "ص٢٦٧".
٦ الأزمنة والأمكنة "٢/ ١٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>