للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم في الأصل أحرار. والقنّ: العبد، ويقال: المشتري١.

والعبد: المملوك خلاف الحر، و"العِبِديّ": جماعة العبيد الذين ولدوا في العبودية. "وفي حديث عامر بن الطفيل: أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما هذه العبدي حولك يا محمد؟ أراد فقراء أهل الصفة، وكانوا يقولون: اتبعه الأرذلون"٢.

و"القِن": عبد مملك هو وأبواه، أو هو الخالص العبودة، أو الذي وُلد عندك ولا تستطيع إخراجه عنك٣.

ومن الرقيق، رقيق تبع الأرض، فهو دائمًا بها، يُباع معها، ويُشترى بشرائها, ويقال له: "أمتى" في لغة العرب الجنوبيين. وأما "الأدم"، فيمثلون الطبقات الدنيا من عمال يشتغلون بالأرض أو بالحرف، فهم أحرار من حيث التنقل وامتهان الحرف، غير أنهم من الطبقات الدنيا، وكذلك الـ"غبر"، وهم من الفقراء المعدمين، وطبقة "مي" "أمي"، وهم الأوباش غير المثقفين٤. ولعل لفظة "الأمي"، قد جاءت من هذا الأصل.

ونظرًا لصغر مساحة الأرضين التي كانت تزرع في الحجاز، فإننا لا نستطيع أن نجد إقطاعًا فيه على نمط الإقطاع الذي نراه في العربية الجنوبية، ولا نجد فيه تذمرًا بين الفلاحين على نحو ما وجدناه في اليمن، كما لا نجد سادة أملاكًا في الحجاز لهم نفوذ واسع، على نحو ما نجده في اليمن من تحكم الأقيال والأذواء وبقية الملاكين في الحكم وفي المجتمع وفي شئون رقيقهم المستخدم في استغلال الأرض. وكل ما نجده أن أشخاصًا كانوا يمتلكون ينابيع أو عيونا أو آبارًا، وقد زرعوا بمائها. وزراعة تعتمد على هذا النوع من الري لا يمكن أن تكون زراعة كثيفة تدر على أصحابها ربحا طائلا؛ لذا فهي لا تحتاج إلى تشغيل عدد كبير من العبيد والأرقاء.

وكانت الغزوات والحروب أهم مورد لتجارة الرقيق, وهو مورد قديم معروف. فالغالب المنتصر يأخذ من يقع في قبضته من أسرى، ويعده ملكًا له, وقد كان


١ اللسان "١٠/ ٤٩٣"، "ملك".
٢ اللسان "٣/ ٢٧١"، "عبد"، تاج العروس "٢/ ٤٠٩"، "عبد".
٣ تاج العروس "٩/ ٣١٤"، "قن".
٤ Grohmann, S. ١٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>