للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعورهم ويتركونها تتدلى في الغالب، وقد يجعلونها ضفائر وجدائل تتدلى على الأكتاف.

واعتماد الحجام على الموسى يشرط به جروحًا خفيفة يمص منها الدم بكأس من الزجاج توضع فوق الشرط، ثم يسحب الحجام الهواء من الفتحة الضيقة المتصلة بقناة داخل الكأس، فيخرج الدم إلى داخل الكأس, وقد كانت الحجامة من وسائل التداوي في ذلك الزمن. كذلك عد "الفصد"، وهو إخراج الدم من عرق في اليد، نوعًا من أنواع المداواة, ويقال للقائم به: "الفصاد", وقد يقوم بذلك الأطباء. واستعمل نوع من الديدان في امتصاص الدم كذلك, وذلك كنوع من أنواع المعالجات الطبية, ولا تزال هذه الطريقة معروفة عند الأعراب وأهل القرى والمدن. وقد حجم الرسولَ رجلٌ اسمه "أبو طيبة"، وأعطاه أجره عليه١, ويستعمل الفصاد المبضع في الفصد٢.

وعاش بعض الناس على بيع الحطب، فكانوا يجمعونه من البادية ومن الجبال ويأتون به إلى المدن والقرى مثل مكة ويثرب فيبيعونه, يقوم بذلك "الحَطَّابة"٣. وقد نعتت امرأة أبي لهب في القرآن الكريم بـ"حمالة الحطب"؛ وذلك على سبيل الازدراء والتحقير. ويشد الحطب ويربط بحبل، ويوضع على ظهر الدابة، وقد يحمله الأشخاص لبيعه, والأغلب أن تبيع النساء العاقول والحطب.

والرتم من الحطب الذي يعطي نارًا شديدة ذات لهب، يبيعه الحطابون لأهل المدن، ويقال له: "روتيم" في العبرانية. ويتخذ منه فحم، وذلك بإطفاء ناره قبل احتراقه, فيتولد من ذلك الفحم٤.

ومن أنواع الحطب الأطد، وهو: "أطد" في العبرانية أيضا, والعوسج، والحدق, ويقال له "حدق" في العبرانية كذلك، والسمر، وهو "شمير" عند العبرانيين٥.

وقد كان أكثر من يتعاطى الطبخ والخبازة والجزارة من العبيد. وقد تخصص


١ عمدة القاري "١١/ ٢٢١ وما بعدها"، تاج العروس "٨/ ٢٣٧".
٢ المغرب "ص٣٩".
٣ المغرب "ص١٢٦".
٤ Hastings, Dict. Of the Bible, Vol., I, p. ٧١
٥ Smith, Dict., Vol., III, P. ١١٩١

<<  <  ج: ص:  >  >>