للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"القَرَن"١، أو من شعر الماعز, أو من الأصواف، أو من مختلف الألياف المستخرجة من النبات، أو من الخوص.

أما الخيوط، فإنها أدق من الحبل، وتصنع من الكتان أو القطن أو الصوف أو الحرير، ويخيط بها. وأما "الأطنب" و"الطنب"، فإنها حبال الخيمة، تستخدم لربط الخيمة, وأما "الوتر"، فيصنع من أمعاء الحيوانات، وتوضع في الأقواس لرمي السهم، وتستخدم في الآلات الموسيقية كذلك. وتستخدم الحبال رُبُطًا يربط بها؛ يربط بها الأسرى والمساجين والحيوانات٢.

والصوف مادة مهمة في صنع البسط والسجاجيد, وأكثر صوف جزيرة العرب من النوع الخشن, الذي يصلح لصنع السجاد, وتصنع منه الخيام كذلك. والمستعمل في صنع الخيام هو من شعر الماعز في الغالب, أما أصواف الأغنام، فتستعمل في الغزول والأنسجة اللطيفة التي تحتاج إلى صوف ناعم ودقيق. ولا يزال أهل البادية يصنعون خيامهم الشهيرة ذات اللون الأسود من شعر الماعز٣, وقد كان عماد العبرانيين في نسجهم على الصوف وشعر الماعز والكتان٤. وقد عرف البساط الضخم المنسوج من الوبر أو الصوف بـ"الأراخ"٥، ويقال للفسطاط: "البلق"٦.

وقد اشتهرت اليمن بالغزل والنسيج، وعرفت بإنتاج بعض البرد التي اختصت بها حتى عرفت بـ"البرد اليمانية", وهي من الأنواع الغالية الثمينة التي لا يشتريها في العادة إلا المترفون والمرفهون. وقد جعل النبي في جملة ما يدفعه أهل الجزية الثياب عوضًا عن النقد, إن لم يكن في قدرة من فرضت عليه الجزية دفعها نقدًا٧, كما عرفت بصنع "الحلل" الغالية. اشتهرت بجميع أنواع الغزل والنسيج، غزل القطن والصوف والحرير، وبأنسجة الصوف والقطن والحرير. وقد كان من عادة رؤساء اليمن لبس الملابس الثمينة والحلل الغالية المصنوعة في بلادهم،


١ المخصص "١١/ ١٥"، تاج العروس "٩/ ٣٠٥".
٢ Hastings, Dicti. Of the Bible, I, p. ٤٧٩, Smith, vol., I, p. ٣٥٢
٣ تويتشل "ص٣٣".
٤ Hastings, p. ٨٧٣
٥ شمس العلوم "١/ ٧١".
٦ شمس العلوم "١/ ١٨٥".
٧ "وعلى كل حالم: ذكر أو أنثى، حر أو عبد، دينار وافٍ أو عوضه ثيابًا"، "إسلام بني الحارث بن كعب على يدي خالد بن الوليد"، ابن هشام "٤/ ٢٤٢"، "القاهرة ١٩٢٦"، الطبري "٣/ ١٥٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>