للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما كانوا يصدرونها إلى الخارج لبيعها في مختلف أسواق بلاد العرب وفي العراق وبلاد الشام.

وعرفت دور النسيج في اللهجات العربية الجنوبية بـ"تعمت". وقد ورد في كتب اللغة: "عمت الصوف والوبر: لف بعضه على بعض مستطيلًا ومستديرًا حلقة فغزله". وورد: "يعمت الغزل"١.

وقد ازدهرت صناعة غزل القطن ونسجه في اليمن وفي بقية العربية الجنوبية في القرن السادس للميلاد٢, فصارت صناعة الغزل والنسيج من أهم الموارد التي يتعيش عليها عدد كبير من الشعب, والتي تكون موردًا كبيرًا من موارد الدولة. وقد كان للملوك مغازل ودور نسيج تعمل لحسابهم ولهم، وقد عرفت دور النسيج الملكية بـ"تعمت ملكن"٣، أي: "المنسج الملكي" و"دار النسيج الملكية".

وهناك لفظة أخرى في المسند للموضع الذي ينسج فيه وتغزل فيه الغزول، هي لفظة: "ح ل ل ت" "حللت", ويرى "رودو كناكس" أنها "حلالة", وأما النساج، فيقال له: "أنم" في المسند٤، وهو للمفرد والجمع٥. وعندي أن المراد بـ"ح ل ل ت" "حللت": الحلة, والحلة عند علماء اللغة: إزار ورداء، بُردٌ أو غيره. وقيل: الحلل: الوشي والحبر والخز، وقيل: كل ثوب جيد جديد تلبسه غليظ أو رقيق، وقيل: كل ثوب له بطانة، وعند الأعراب من ثلاثة أثواب: القميص والإزار والرداء٦. فيراد بها الموضع الذي تعمل فيه الحلل.


١ "عمت يعمت عمتًا من حد ضرب كما هو مقتضى قاعدته: لف الصوف بعضه على بعض مستطيلًا ومستديرًا حلقة؛ ليجعل في اليد فيغزل بالمدرة.. والعميتة من الوبر كالغليلة من الشعر. ويقال: عميتة من وبر أو صوف كما يقال: سبيخة من قطن وسليلة من شعر. عمت الوبر والصوف: لفه حلقة فغزله كما يفعله الغزال الذي يغزل الصوف، فيلقيه في يده.. والاسم العميت ... يعمت يغزل من العميتة، وهي القطعة من الصوف.... عمت فلان الصوف يعمته عمتًا: إذا جمعه بعدما يطرقه, وينفشه, ثم يعمته ليلويه على يده ويغزله بالمدرة ... " تاج العروس "١/ ٥٦٤ وما بعدها".
٢ Von Kremer, Kulturgeschichte, II, S. ٣٢٦
٣ الفقرة الرابعة من النص الموسوم بـ: Glaser ١١٥٠, Halevy ١٩٢, ١٩٩
٤ Rhodokanakis, Aitsab. Texte, I, S. ٧٤
٥ Rhodokanakis, Aitsab. Texte I, S. ٢٧
٦ تاج العروس "٧/ ٢٨٣ وما بعدها"، شمس العلوم "١/ ٧٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>