للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو تعمقنا في دراسة قياس المسافات، فإننا نجد أن الإنسان قد استعان بأجزاء جسمه في بادئ الأمر في القياسات، فاستعان بالإصبع، واعتبره وحدة قياسية صغيرة لقياس البعد، استعمل عرضه كما استعمل طوله. واستعمل "الكف" قياسًا للأبعاد كذلك, وهو أربع أصابع عند العبرانيين١, واستعمل "الشبر" للأبعاد التي تزيد على الكف, والشبر هو مسافة ما بين طرف الإبهام وطرف الخنصر، ويساوي ثلاث كفوف, ويعدل من ثمانية قراريط إلى أحد عشر قيراطًا. واستعملت "الذراع" وجعلوها تعادل شبرين, وتقدر بنحو قدم إلى قدمين. ثم "الخطوة" وتعادل ذراعين أو ثلاث أقدام أو اثنتي عشرة كفًّا. ثم "القامة"، وتعادل خطوتين أو أربع أذرع أو ستة أقدام. ثم "القصبة", وتعادل قامة ونصف قامة، أو ستة أذرع, وتعادل تسع أقدام أو ستًّا وثلاثين كفًّا٢.

والكف -عند العرب-: اليد، أو منها إلى الكوع٣. والشبر: ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر، ويكال به, ومنه "الشبر": كيل الثوب بالشبر، يشبره شبرًا٤. والذراع من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى, وقيل: الذراع والساعد واحد, يقال: ذرع الثوب وغيره: قاسه بالذراع, وهو ما يذرع به من حديد أو قضيب٥. و"الباع": قدر مد اليدين وما بينهما من البدن، ويستعمل في قياس الأعماق، مثل الآبار، وأعماق الماء٦.

والخطوة ما بين القومين٧, والقامة عند العرب: مقدار هيئة رجل، والبكرة بأداتها، وقيل: البكرة التي يستقى بها الماء من البئر٨. والقامة: مقياس أيضًا تقاس به الأعماق٩.


١ قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٢٣١".
٢ قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٢٣١"، Hastings, p. ٩٦٧
٣ تاج العروس "٦/ ٢٣٤"، "كف".
٤ تاج العروس "٣/ ٢٢٨"، "شبر".
٥ تاج العروس "٥/ ٣٣٣ وما بعدها"، "ذرع".
٦ تاج العروس "٥/ ٢٨٣"، "بوع".
٧ تاج العروس "١٠/ ١١٥"، "خطا".
٨ تاج العروس "٩/ ٣٦"، "قوم".
٩ قال أبو ذؤيب:
فلو كان حبلًا من ثمانين قامة ... وخمسين بوعًا نالها بالأنامل
"وفي الديوان: وتسعين باعًا، وأما بوعًا فإنه رواية الأخفش"، تاج العروس "٥/ ٢٨٣"، "بوع".

<<  <  ج: ص:  >  >>