للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثال هذه المقابر في الكتابات. كما عثر على قبور هي غرف نحتت في الصخور, وقد كُتب على باب الغرفة, أي: القبر, اسم صاحب القبر أو أسماء المدفونين في الغرفة١. وقد وصف "هريس" بعض هذه القبور٢.

وعثر على بقايا مقبرة خارج سور مأرب من ناحية الشمال والغرب, تبين من فحصها ودراستها أن بعض الموتى قد دفنوا وقوفًَا, وبعضهم قد دفنوا على الطريقة المألوفة, أي: اضطجاعًا على الأرض. ومن هذه المقبرة العامة الجاهلية حصر "كلاسر" على عدد كبير من شواهد القبور, التي وضعت فوق قبور أصحابها لتدل عليهم, ولتشير إلى صورة صاحب القبر واسمه٣.

وقد عثر في معبد "اوم" "اوام", المعروف بمحرم "بلقيس", على مقابر, لها أبواب تؤدي إليها. ذات غرف, اتخذت مواضع لوضع الجثث بها. وجد أن بعضها كانت مقابر للمكربين وللملوك, فقد عثر على اسم "سمه علي ينف" "سمهعلي ينف" "سمه علي ينوف", مكتوبًا على حجر في أحد القبور, وعثر على اسم آخر هو: "يثع امر بين بن يكرب ملك وتر" وهما من الملوك الذين اعتنوا بهذا المعبد, فأضافوا إليه إضافات, ولعلّ الحفريات المقبلة ستكشف عن أسماء ملوك آخرين قبروا في هذا المعبد الكبير, الذي كان المعبد الرئيسي لشعب سبأ في عاصمته مدينة مأرب "هجرن مربن", "هجرن مرب".

وقد عثر في هذه المقابر على مباخر, يظهر أنها استخدمت لتبخير القبر عند دفن الموتى, وفقًا لطقوسهم الدينية, كما عثر على قطع من الأحجار الكريمة وبعض المصوغات المعمولة من الذهب, ونظرًا لوجودها مبعثرة, يظن أن الأيدي قد عبثت بها, فنهبت ما كان أهل الموتى قد دفنوه مع الميت من أشياء ثمينة٤.

ووصف "فون ريده" نوعًا من الأضرحة وجده في "صهوة" بحضرموت. وقد وصفه بأنه بناء على هيئة مكعب, طول كل ضلع منه زهاء ٢٥ قدماً, وبارتفاع مماثل. وقد شيد من حجارة مربعة كبيرة, ويبلغ سمك حائطه قدمين.


١ "Handb.der altar. alter., I, S. ١٦٢.".
٢ "W. B. Harris, A Journey through The Yemen, London, ١٨٩٣, p. ٢٧٣.".
٣ "Wissmann – H?fner, S. ٢٨.".
٤ "Archaeological Discoveries in South Arabia, p. ٢٣٥.".

<<  <  ج: ص:  >  >>