للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن مصنوعات الزجاج "المرآة". وهي "مرات" في العبرانية أيضًا. وقد صنعت من المعادن المصقولة كذلك. مثل: النحاس. ووردت في التوراة لفظة "هجلونيم" فسرت بمعنى "مرآة اليد"١, وتعني "المجلاة" في عربيتنا. والكأس, هو إناء الشرب, يشرب به. ويصنع من مواد مختلفة فقد يكون من الزجاج وقد يكون من معدن مثل: الذهب أو الفضة أو الحديد وقد يكون من فخار. ويقال له: "كوس" عند العبرانيين٢. وقد ينقش ويحلى بزخارف وباللؤلؤ والحجارة الكريمة. وقد ذكر "الكأس" في القرآن الكريم.

والراووق, المصفاة, وقيل: الباطية والناجود. وذكر بعض علماء اللغة أن الراووق الكأس. وقد وردت اللفظة في شعر لعدي بن زيد العبادي:

قدمته على عقار كعين الديك صفى سلافَهُ الراووقُ٣

وقد عرف أهل العربية الجنوبية "البلور" لوجوده في اليمن وفي أماكن أخرى. وهم يستخرجونه من نوع خاص من الحجر ويصقلونه بعناية, والغالب عليه اللون الأبيض غير أن بعضه ذو ألوان أخرى, هو لون الحجر الذي أخذ منه.

ولا يزال أهل اليمن يمارسون صقل الحجارة الكريمة التي يستخرجونها من بعض الجبال, مستعملين في ذلك الماء والتراب الناعم على حجارة رملية ويصنعونها بأشكال مختلفة ويستعملونها في صنع الحلي. وهي ذوات ألوان متعددة: بيِض وسُود وخُضر وزرق وصفر وحمر, ومنها ما يجمع عدة ألوان متمازجة. ويعد جبل نقم وجبل الغراس من أهم المواطن التي تستخرج منها مثل هذه الحجارة على مقربة من صنعاء٤.

وقد عُني العرب الجنوبيون بشق الطرق وتمهيدها, وبعمل القناطر والجسور وقد بلطوا بعض الطرق بالحجارة وبمادة تشبه "السمنت", وترى اليوم بقايا قناطر عملوها في الأودية للعبور عليها, وقد دمر الكثير منها بسبب الحروب


١ "Hastings, Dict. Vol. II, p. ١٨١.".
٢ "Hastings, Dicti of the Bible. Vol. I, p. ٥٣٣..
٣ شرح القاموس "٦/ ٣٩٣".
٤ العظم "الصفحة ١٣٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>