للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب هو وسهيل"١. وما جاء في البخاري: "وأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم" الكتاب ليكتب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد"٢. وقالوا: إن في هذا المذكور وفي غيره من مثل ما ورد من إن الرسول "لما اشتد وجعه، قال: "ائتوني بالدواة والكتب أكتب لكم كتابًا لا تضلون معه بعدي أبداً" ٣، ومثل ما ورد "في حديث أبي بكر -رضي الله عنه- أنه دعا في مرضه بدواة ومزبر فكتب اسم الخليفة بعده.٤، دلالة صريحة على قدرته على الكتابة والقراءة٥.

وللعلماء كلام في الأدلة المذكورة، ولهم آراء في تفسير الآيات التي تعرضت لموضوع الأمية. في تفسير علماء اللغة من لا يكتب، أو العيي الجلف الجافي القليل الكلام. قيل له: أُمي لأنه على ما ولدته أمه عليه من قلة الكلام وعجمة اللسان٦، أو الجهل التام بالقراءة والكتابة. "لأن أمة العرب لم تكن تكب ولا تقرأ المكتوب"٧؛ أو لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة أو عديمة٨، أو الأمي الذي على خلقة الأمة، لم يتعلم الكتاب، فهو على جبلته. وقد ورد في الحديث: "إنا أمة أمية لا نكتب"٩، أو "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب"١٠، أو "بعثت إلى أمة أمية"، فذهبوا إلى أن العرب كانوا على أصل ولادة أمهم، لم يتعلموا الكتابة ولا الحساب، فهم على جبلتهم الأولى. "وكل شيء للعرب، فإنما هو بديهة وارتجال ... ثم لا يقيده على نفسه ولا


١ Noldeke, I, S. ١٣.
٢ الروض الأنف "٢/ ٢٣٠"، الطبري "٣/ ٨٠"، "السنة السادسة"، "٢/ ٦٣٥" "دار المعارف"، الحلبية "١/ ٢٤".
٣ البلاذري "١/ ٥٦٢"، "ائتوني باللوح والدواة –أو بالكتف والدواة –أكتب لكم كتابًا لا تضلون بعده"، "ائتوني أكتب كتابًا لا تضلوا بعدي أبدًا"، الطبري "٣/ ١٩٢ وما بعدها"، "دار المعارف".
٤ تاج العروس "٣/ ٢٣١"، "زبر".
٥ Noldeke, I, S. ١٢. ff.
٦ اللسان "١٢/ ٣٤"، "أمم".
٧ تاج العروس "٨/ ١٩١"، "أمم".
٨ تاج العروس "٨/ ١٩١"، "أمم".
٩ اللسان "١٢/ ٣٤"، "أمم".
١٠ تاج العروس "٨/ ١٩١"، "أمم" المفردات "٢٢".
اللسان "١٢/٣٤"، "أمم".

<<  <  ج: ص:  >  >>