للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدرسه أحدًا من ولده. وكانوا أميين لا يكتبون"١.

وقد وردت في القرآن الكريم لفظة "الأمي"٢، و"أميون"٣، و"أميين"٤، ونعت الرسول بـ"النبي الأمي"٥، وردت في سور مكية وفي سور مدنية. وردت لفظة "الأمي" في سورة الأعراف، وهي من السور المكية، ووردت لفظة "أميون" و"الأميين" في سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة الجمعة، وهي من السور المدنية. ويلاحظ أن الآيتين المكيتين، خاصتان بالرسول، فنعت فيهما بـ"النبي الأمي"، أما الآيات المدنية، فقد قصد بها "الأميين"، الذين ليس لهم كتاب. بمعنى المشركين.

وقد بحث "الراغب الأصبهاني" في معنى "الأمية" فقال: "والأمي: هو الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب وعليه حمل: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} [الجمعة: الآية ٢] . قال قطرب: الأمية: الغفلة والجهالة. فالأمي منه، وذلك هو قلة المعرفة. ومنه قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} ، أي: إلا أن يتلى عليهم. قال الفراء: هم العرب الذين لم يكن لهم كتاب. والنبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل، قيل: منسوب إلى الأمة الذين لم يكتبوا لكونهم على عادتهم. كقولك: عامي لكونه على عادة العامة. وقيل: سمي بذلك لأنه لم يكن يكتب ولا يقرأ من كتاب، وذلك فضيلة له لاستغنائه بحفظه واعتماده على ضمان الله منه بقوله: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} . قيل: سمي بذلك لنسبته إلى أم القرى"٦.

وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الأميين من لا كتاب لهم من الناس، مثل: الوثنيين والمجوس، قال الطبري في تفسير الآية: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} ٧: "يعني بذلك جل ثناؤه، وقل


١ البيان والتبيين "٣/ ٢٨".
٢ الأعراف، الآية ١٥٦ وما بعدها.
٣ البقرة، الآية ٧٨.
٤ آل عمران، الآية ٢٠، ٧٥, الجمعة، الآية٢.
٥ الأعراف، الآية ١٥٦ وما بعدها.
٦ المفردات في غريب القرآن "٢٢".
٧ آل عمران، الرقم٣، الآية٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>