للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن تك١ عنا معشر الأسد٢ سائلًا ... فنحن بنو الغوث بن زيد بن مالك

لزيد بن كهلان الذي نال عزُّه ... قديمًا ذراريَّ النجوم الشَّوابك

إذا القوم عدُّوا مجدهم وفعالهم ... وأيامهم عند التقاء المناسك

وجدت لنا فضلًا يقر لنا به ... إذا ما فخرنا كل باقٍ وهالك٣

فأنت ترى أن الأبيات في الديوان خالية من نسب "سبأ" و"يشجب" و"يعرب" و"قحطان" و"هود" وغير ذلك، وأن أسلوب صياغة هذا النظم لا يمكن أن يكون من أسلوب شاعر جاهلي أو شاعر مخضرم، بل لا بد أن يكون من نظم المتأخرين، أضافه بعض المتعصبين لليمن إلى شعر حسان، ونظمه على وزن البيت الأول وطريقته؛ ليكون أوقع في النفس، ودليلًا على قدم ذلك النزاع.

ولا أعتقد أن هنالك حاجة تدعوني إلى إلفات نظر القارئ إلى أن الأبيات المتقدمة الواردة في ديوانه، هي الأبيات المتقدمة عليها نفسها، أي: الأبيات التي أخذتها من كتاب الإكليل للهمداني رُويت بشكل آخر، بشكل يرينا أن الرواة مهما حاولوا إظهار أنهم على حرص تام في المحافظة على أصالة الشعر والمحافظة على الأصل، فإنه لا يتمكنون من ذلك.

ونسب بعض الرواة إليه هذه الأبيات:

تعلمتم من منظق الشيخ يعرب ... أبينا, فصرتم معربين ذَوِي نفر

وكنتم قديمًا ما بكم غير عجمة ... كلام, وكنتم كالبهائم في القفر٤

وهي أبيات لم ترد في ديوانه، تشعر أن "يعرب"، وهو جد القحطانيين، هو أول من أعرب في لسانه، وأول من نطق بالعربية، فهو أول متكلم بها، وأول من أوجدها وكوَّنها، وأن العدنانيين تعلموها من أبنائه بعد أن كان لسانهم لسانا أعجميا. وأما من ناحية صحة نسبتها إلى شاعر الإسلام وشاعر


١ وفي الديوان: "من تك"، "ص٤٠"، البرقوقي "ص٢٩٥".
٢ "الأسد"، الأصح في نظري: "الأزد", كما في الأبيات المتقدمة.
٣ ديوان حسان "ص٤٠"، البرقوقي "ص٢٩٥".
٤ الإكليل "١/ ١١٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>