للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى شعب لحيان١.

والأقلام الصفوية والثمودية واللحيانية، مثل المسند، ليس لها علامات لا للفتح ولا للكسر ولا للضم ولا للإشباع ولا لاتحاد الفتحة والواو والباء "أي الإمالة Diphthong" إلخ ... كما أن حروفها تأخذ صورًا متعددة، فيرد الحرف الواحد في كل قلم من الأقلام المذكورة بصور مختلفة، ولذلك تجابهنا صعوبات كبيرة في محاولتنا قراءة الكلمات والجمل قراءة صحيحة. ويحتاج القارئ إلى مران طويل ودراسات للهجات العربية الأخرى لضبط الكلمات في هذه اللهجات، ومعرفة معانيها.

وقد لاحظ المستشرقون مشابهة كبيرة بين الأقلام المذكورة وبين المسند، كما وجدوا هذه المشابهة بين عدد من الأقلام التي استعملت في غير جزيرة العرب والمسند، وبعد مقابلات بينها ودراسات ذهبوا إلى تفرعها من المسند. وهذه الأقلام المذكورة كلها متأخرة عن المسند، وتعود تواريخ قسم منها إلى ما قبل الميلاد، ومنها ما يعود تأريخه إلى ما بعد الميلاد.

ومما يلاحظ على هذه الأقلام اختلاف صور أكثر الحروف فيها، فقد تكون للحرف صورتان، وأحيانًا ثلاث صور أو أكثر، غير أن هذا الاختلاف ليس كبيرًا في الغالب بحيث يتعذر معه تمييز أشكال الحرف الواحد، ولا نجد فيها الوضوح والبساطة التي نجدها في المسند، كما لا نجد فيها هذه الخطوط المستقيمة المنقوشة بدقة وعناية في الكتابات المعينية أو السبئية أو الحضرمية أو القتبانية أو الحميرية. فكأن كتّابهم كانوا يرون العجلة في الكتابة والإسراع في التسطير لضيق الوقت. لذلك لم تكن حروفهم دقيقة واضحة.

وأما الأقلام التي تشبه حروفها المسند. واستعملت عند أقوام عاشوا في أقطار لم تكن من جزيرة العرب، فمنها القلم الحبشي القديم، وقد عثر على كتابات به في منطقة "يحا" "بها" Jeha، وهي تمثل أقدم نماذج الكتابات الحبشية، وقلمها هو القلم السبئي القديم. وفي "أكسوم" وتعود إلى القرن الرابع للميلاد٢،


١ Ency. Vol. ٣, p. ٢٦, Muller, Epigraphic Denkmaler aus Arabien, XXXVII, ١٨٨٩, Jaussen and Savignae ,Mission Archeologique en Arabie, I, Paris, ١٩٠٩, p. ٢٦٣, Vol. II, p. VIII-XIV, ٢٧-٧٧, ٣٦١-٥٣٤, Lidzbarski, Ephemeris fur Semit. Epigraphic, II, ٢٣-٤٨, ٣٤٥-٣٦١, III, ٢١٤-٢١٧, F.V. Winnet, A Study of Lihyanite and Thamudic Inscriptions, Toronto, ١٩٣٧.
٢ السامية "٢٥٧"، Grundriss, I, S. ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>