وهناك كتابات برزت حروفها, وذلك أن كاتبها خطها على الحجر أولًا, ثم حفر ما حولها وفي باطنها بمزبر صلد, أو يسكن أو بآلة حادة, فظهرت الكتابة بارزة, وقد استخدمت مثل هذه الكتابات لتوضع على أبواب المعابد وعلى واجهات الدور وفي المناسبات التذكارية, كما فعل الإسلاميون في كتاباتهم التخليدية التي وضعوها على واجهات القصور والمساجد والأبنية المهمة, أما الكتابات المحفورة فقد استخدمت في الأعمال الاعتيادية في الغالب, وهي أسهل في الكتابة من الكتابة البارزة, ولا تحتاج إلى وقت طويل يصرفه الكاتب على الحفر لإبراز الحروف:
وأما الفاصل الذي يفصل بين الكلمات, فهو على هذا الشكل:
ويعبر عن العدد من الواحد إلى الأربعة بخطوط عمودية, فيرمز الخط العمودي الواحد عن "الواحد", ويرمز الخطان العموديان المتوازيان عن الرقم "٢", وإذا أرادوا كتابة الرقم "٣" وضعوا ثلاثة خطوط عمودية متوازية للدلالة عليه. أما الرقم "٤", فيمثل بأربعة خطوط عمودية متوازية. وأما الرقم "٥" فيرمز عنه بالحرف "خ" الذي هو الحرف الأول من كلمة "خمس". وإذا أرادوا الإشارة إلى الرقم "٦" وضعوا خطًّا عموديًّا على الجانب الأيسر لحرف "الخاء" الذي يرمز عن الخمسة, ومن هذا الحرف والخط العمودي الكائن مكانه في موضع العشرات بالقياس إلى حسابنا يتكوّن الرقم "٦". وإذا أرادوا الرقم "٧" وضعوا خطين عموديين على الجانب الأيسر للحرف خمسة, فيعبر عن هذا المجموع المكون من الخاء ومن الخطين العموديين المستقيمين عن الرقم "٧". وإذا أرادوا الرقم "٨", وضعوا على الجانب الأيسر من الحرف خاء ثلاثة خطوط تشير إلى الرقم "٣", فيتكون بذلك من حرف الخاء الذي يرمز عن الخمسة ومن الثلاثة, المجموع ثمانية, وهو الرقم المطلوب. أما الرقم "٩", فيتكون من مجموع رقم "٥" الذي يرمز عنه الخاء ومن الرقم "٤" الذي تمثله خطوط عمودية أربعة. وأما الرقم عشرة, فيرمز عنه بحرف العين الذي يمثل الحرف الأول من كلمة عشرة, وأما الرقم "١٠٠" فيرمز عنه بالحرف الأول من الكلمة مائة, أي: بحرف الميم. وأما الرقم "١٠٠٠" فرمز عنه بالحرف ألف, أي: بالحرف الأول من الكلمة أيضًا, فيلاحظ