للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبروا عن الرقم "١٥٠٠٠٠". أما في كتابتهم الرقم ٢٠٠٠٠٠، فقد كتبوا ميمين، وقد عبر كل ميم في هذا الموضع عن مائة ألف.

ويرى بعض المتخصصين بقراءة النصوص العربية الجنوبية أن كتّاب المسند لم يتركوا كتابة حروف الألف التي تشير إلى الأعداد الآلاف إلا إذا كان العدد مدورًا، وآلافًا خالية من الأرقام الآحاد، كما رأينا في الرقم "٤٠٠٠٠"، و"١٥٠٠٠٠"، و"٢٠٠٠٠٠"١.

وقد سار كتّاب المسند على قاعدة كتابة الرقم لفظًا، أي: كتابة مقداره بالكلمات، وتدوين المقدار المكتوب بعد الرقم، وقد حملهم على اتباع هذه الطريقة خوفهم من الوقوع في الخطأ في قراءة الأرقام والرموز التي خصصوها بالأرقام، كما أنهم اصطلحوا على رسم مستطيل تتخلله خطوط تجعله على هيئة شباك تقريبًا، يوضع في أيمن الرقم، أي: قبل ابتدائه، ومستطيل آخر يوضع في يسراه أي: في نهاية الرقم تمامًا للدلالة على أن ما هو مكتوب بين هذين الرقمين هو عدد، وبذلك تسهل قراءته.

ولم يصل إلينا أن كتّاب المسند استخدموا علامات خاصة بكسور الأعداد، كالأنصاف أو الأرباع أو الأثلاث أو الأخماس أو ما شاكل ذلك، أو أنهم استعملوا علامات خاصة للجمع أو الطرح أو القسمة أو الضرب أو علامات للتربيع أو للجذور وأمثال ذلك من العلامات المستعملة في معلو الرياضيات. وقد عبروا عن كسور الأعداد بذكر ألفاظها. وإذا لم تصل إلينا كتابات في موضوعات رياضية، فلا نستطيع أن نجزم في موضوع أمثال هذه العلامات عند العرب الجنوبيين. فلعل الأيام تكشف لنا عن كتابات رياضية ترينا أن رياضي العرب الجنوبيين كانوا أرقى كثيرًا مما نظن الآن.

وللوقوف على صور الأعداد عند العرب الجنوبيين أدون نماذج من الأرقام، مقرونة بما يقابلها من الأرقام التي نستعملها عندنا في الحساب:


١ Hofner S. ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>