للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل الإسلام، وعرب بلاد الشأم وأعالي الحجاز. فلولاه لكان علمنا بهم نزرًا يسيرًا.

والعسب، جريد النخل، وهي السعفة مما لا ينبت عليه الخوص. ولوفرته في الحجاز استعمله كتاب الوحي وحفظة القرآن في تدوين الوحي عليه. وقد رجع إليه زيد بن ثابت في جملة ما رجع إليه من مواد يوم كُلِّف جمع القرآن الكريم١. وقد ورد "عسيب يماني" في شعر لامرئ القيس، هو قوله:

لم طلل أبصرته فشجاني ... كخط زبورٍ في عسيب يماني٢

وقد ورد عن "زيد بن ثابت"، أن "أبا بكر" لما أمره بجمع القرآن، أخذ يتتبعه من "الرقاع والعسب واللخاف"، واللخاف: حجارة بيض. وورد في حديث "الزهري": "قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والقرآن في العسب والقضيم والكرانيف"٣.

وذكر "لبيد" العسب في شعره حيث ورد:

متعود لِحنٌ يعيد بكفه ... قلمًا على عسب ذبلن وبان٤

والجريد من مادة التدوين عند أهل الحجاز. والجريدة السعفة، بلغة أهل الحجاز، وفي الحديث: كتب القرآن في جرائد، جمع جريدة٥.

واستعمل "الكرناف" "الكرانيف" و"الكرب" مادة للكتابة كذلك. وقد ورد أن كتبة القرآن استعملوا الكرانيف مادة لتدوين الوحي٦. والكرانيف والكرب، أصول السعف الغلاظ العراض التي تلاصق الجذع، وتكون على هيئة الأكتاف٧. قال الطبري قبض رسول الله، صلى الله عليه وسلم "ولم يكن


١ صبح الأعشى "٢/ ٤٧٥"، تاج العروس "١/ ٣٨١"، "عسب".
٢ ديوان امرئ القيس "١٢٠"، تاج العروس "٥/ ١٢٩".
٣ الفائق "٢/ ١٥٠".
٤ الأمالي "١/ ٥".
٥ اللسان "٣/ ١١٨ وما بعدها"، "جرد".
٦ تفسير الطبري "١/ ٦٣"، الفائق "٢/ ١٥٠".
٧ تفسير الطبري "١/ ٦٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>