للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"سيرين" أبو "محمد بن سيرين" المشهور بتفسير الأحلام، و"أبو عمرة" جدّ "عبد الأعلى" الشاعر، و"يسار" جدّ "محمد بن إسحاق" صاحب "السيرة"، و"نصير" أبو "موسى بن نصير"١، وذكر "الطبري" أن "خالد بن الوليد" وجد "في بيعتهم أربعين غلامًا يتعلمون الإنجيل، عليهم باب مغلق، فكسره عنهم، وقال: ما أنتم؟ قالوا: رهن، فقسمهم في أهل البلاد٢. وقد كان كل هؤلاء من الكتّاب القارئين للإنجيل الدارسين لعلوم الدين، فأسلموا وبرز أبناؤهم في المجتمع الإسلامي.

وفي خبر "وفد نجران" الذي قدم على الرسول، إفادة بوجود مواضع لتعليم أمور الدين، وتثقيف الناس بما يلزم من ثقافة، فقد ورد أن أسقف نجران كان حبرهم، وإمامهم، وصاحب مدارسهم "صاحب مدراسهم"٣، أي: الموضع الذي يتدارسون فيه، والغالب أن يكون ذلك المكان في الكنيسة على الطريقة المتبعة في ذلك العهد، كما صار المسجد موضعًا للتعليم.

وقد كان يهود الحجاز والمواضع الأخرى من جزيرة العرب يلحقون بكنيسهم كتّابًا يعلمون به أطفالهم أصول القراءة والكتابة، كما كان أحبارهم يتخذون به مجلسًا لتعليم اليهود أمور دينهم وللإفتاء بينهم في أمور الشرع، وفضّ ما قد يقع بينهم من خلاف. وكذلك كان شأن نصارى العرب اتخذوا من كنائسهم مواضع للتدريس ولتعليم القراءة والكتابة كالذي رأيناه بين نصارى العراق. ولا أستبعد احتمال اتخاذهم مدارس في قرى البحرين، التي كانت بها جاليات نصرانية كبيرة وكذلك في اليمامة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة وأصول الدين.


١ البلاذري، فتوح "٢٤٨".
٢ الطبري "٣/ ٣٧٧".
٣ طبقات ابن سعد "١/ ٣٥٧" "طبعة صادر".

<<  <  ج: ص:  >  >>