للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن زيد"، وهو جاهلي كذلك في جملة من أشار إليهم من المعلمين. وذكر أنه كان يُسمى "الكاتب". وأشار أيضًا إلى "غيلان بن سلمة بن معتب الثقفي"، وهو من المخضرمين. على أنه كان من أشراف المعلمين١. وهو من الشعراء الحكماء، إذ كان أحد حكام "قيس" في الجاهلية. وكان أحد وجوه ثقيف، وقيل إنه أحد من نزل فيه: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} ، وإنه كان صاحب تجارة، وقد سافر في قوم من تجار ثقيف وقريش وعلى رأسهم "أبو سفيان" إلى العراق، للتجارة، فوصلوا إلى "كسرى" فتكلم معه باسم التجار، فأعجب به، واشترى منه التجارة بأضعاف ثمنها وبعث معه من بنى له أطمًا بالطائف، فكان أول أطم بني بها. وذكر أن كسرى لما كلمه ووقف على حكمته قال له: "هذا كلام الحكماء، وأنت من قوم جفاة لا حكمة فيهم فما غذاؤك؟ قال: خبز البر، قال: هذا العقل من البر لا من اللبن والتمر"٢. في حديث يقصه أهل الأخبار وكأنهم كانوا شهود عيان.

ولا بد وأن يكون في ثقيف قوم كانوا مهرة في الكتابة، لهم خط حسن وإملاء صحيح، وذلك فيما إذا أخذنا بصحة الأخبار الواردة عن تدوين القرآن وجمعه من قولهم إن الخليفة "عمر" أو "عثمان قال: "اجعلوا المملي من هذيل والكاتب من ثقيف"، إذ لا يعقل النص على أن يكون الكاتب من ثقيف من غير سبب، اللهم إذا اعتبرنا الخبر من الموضوعات التي صنعت في أيام الحجاج، للتقرب إليه، ولرفع شأن ثقيف، بعد أن ظهرت أخبار في أيامه، رجعت نسب ثقيف إلى قوم ثمود، وصيرت "أبا رغال" خائن العرب إلى غير ذلك من أخبار تحدثت عنها في أثناء حديثي عن ثمود وعن قبيلة ثقيف.

وكان "جفينة" العبادي من أهل الحيرة، وكان نصرانيًّا، قدم المدينة، وأخذ يعلم بها الكتابة في أيام الخليفة "عمر". وكان ظئرًا لسعد بن أبي وقاص. فاتهمه "عبد الله بن عمر" بمشايعة "أبي لؤلؤة" على قتل أبيه فقتله٣.


١ المحبر "٤٧٥".
٢ الإصابة "٣/ ١٨٦ وما بعدها"، "رقم ٦٩٢٦"، الاستيعاب "٣/ ١٨٦ وما بعدها"، "حاشية على الإصابة".
٣ فتوح البلدان "٤٦٠"، "أمر الخط"، ابن سعد، الطبقات "٣ القسم الأول ص٢٥٨"، الطبري "٥/ ٤٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>